أولاد تسعة
لم تكن الأرض على الشكل الذي تعرفونه من خلال الخرائط. كانت نسبة الماء أكبر، ونسبة اليابسة أقل بكثير. من تلك اليابسة ظهرت الجزر، لكنها لم تظهر هكذا فجأة أو كما علموكم في دروس الجغرافيا. أنصتوا إلى القصة الحقيقية:
على يابسة كانت أشبه بقبضة وسط محيط ضخم عرف الناس الحرب. أثناء إحدى الهدن توصلوا إلى فكرة سلام، قال صاحب الفكرة: «لنبن أرضا أخرى وسط المحيط لتكون مكانا آمنا يسكن فيه كل من ينبذ الحرب.»
رفع الجميع أصابعهم، وهنا عرفوا التصويت لأول مرة، قال المفكر: «إذا كان الجميع يبحث عن الأمن والسلام، فلماذا تتحاربون؟!» ثم عرض فكرة أخرى للتصويت عبر القرعة. كتب أسماء المتحاربين على ورقتين ووضعهما في سلة ثم طلب منهم اختيار إحداهما ليكون أصحابها سكان الأرض الجديدة.
كانوا بحاجة إلى وسيلة لنقل التربة إلى مكان قصي فوق المحيط، من هنا خرجت فكرة السفن. قبلها لم يكونوا بحاجة للذهاب إلى أي مكان. بعد أن صنعوا الجزيرة الأولى، انتقل أحد الفريقين إليها. كانوا يعتقدون أن الجزر ستقلل من تواصلهم وستنتهي الحروب. لكن الحرب لم تنته، وهكذا ظهرت الجزر واحدة تلو الأخرى إلى أن التصقت ببعضها في يابسة كبيرة تسمونها اليوم: قارات.
أدرك الجميع أن الجزر لا تمنع الحروب؛ فجلسوا في هدنة يفكرون في وسيلة لإيقافها. كان عدد القارات وقتها تسعا، فخطرت للتسعة المجتمعين فكرة تبادل الأبناء، بمجرد أن يولد الطفل يحمل إلى أسرة أخرى، والمولود في هذه الأسرة يؤخذ إلى أسرة أخرى، وهكذا. عم السلام طويلا؛ إذ لم يكن يجرؤ أحد على قتل ابنه أو أخيه أو أبيه، إلى أن قتل قابيل هابيل. من يومها والناس يفكرون بوسيلة لمنع الحمل.
انقلاب
أعجبته تجربة المعتقل التي قرأ عنها كثيرا في سير الكتاب،
أحب أن يخوضها، لكن لم يعد هناك معتقلات.
لم يعد هناك مظاهرات وثورات إلا عبر صناديق الاقتراع. «التحق بالجيش؛ فمن هناك يستطيع أن يعيد عقارب الساعة إلى الوراء.»
ناپیژندل شوی مخ