والجواهر النفيسة بلغ كيلها نحو سبع ويبات، وكان قد بعث بها إلى الخلفاء الفاطميين أتباعهم بنو صليح من اليمن، ونهبوا كذلك من خزائن القصر ألفا ومائتي خاتم ذهبا وفضة، ذات فصوص من الأحجار الكريمة المختلفة الأنواع والألوان والأثمان، مما كان للمستنصر ولأجداده من قبله،
56
وما أهدي إليهم من عمالهم ووجوه دولتهم، وكان منها ثلاثة خواتم مربعة من الذهب عليها ثلاثة فصوص: أحدها زمرد والآخران ياقوت، بيعت باثني عشر ألف دينار.
وشاهد الجوهريون كيسا فيه نحو ويبة من الجواهر عجزوا عن تقدير قيمتها، وقالوا: إن مثلها لا يشتريه إلا الملوك؛ فقومها الأمراء ورؤساء الجند بعشرين ألف دينار، ودخل أحد كبار موظفي القصر إلى الخليفة المستنصر، وأعلمه أن تلك الجواهر اشتراها جده الحاكم بأمر الله بسبعمائة ألف دينار، وكان يرى حينئذ أنها تساوي أكثر من هذا الثمن الذي دفعه فيها.
ويذكر المقريزي - نقلا عن كتاب الذخائر والتحف - أن خزائن القصر كان فيها شيء كثير من البلور والتحف الفنية الزجاجية المحكمة الصنع والمموهة بالذهب وغير المموهة،
57
ومن الصيني والأواني المصنوعة من خشب الخلنج.
58
كما كانت خزائن الفرش والبسط والستور والتعاليق غنية بمحتوياتها النفيسة. وقد قال أحد المستخدمين في بيت المال: إن صندوقا من الصناديق التي نهبت من القصر ذات يوم كان مملوءا بأباريق من البلور النفيس، بعضها منقوش بزخارف ورسومات جميلة، وبعضها غير منقوش. والظاهر أنها كانت لشراب الفقاع وهو نوع من البيرة كان منتشرا في القاهرة في العصور الوسطى، وقد أشار إليه ناصر خسرو في كتابه «سفرنامه» عند الكلام على خلافة الحاكم،
59
ناپیژندل شوی مخ