وكان لكل خزانة من خزائن القصر عامل يدير شئونها، وصناع يشتغلون فيها إن كانت محتوياتها مما يتطلب ذلك، وفراش يقوم هو ومساعدوه بتنظيفها والسهر على سلامة محتوياتها، ولكل هؤلاء مرتب يتقاضونه من بيت المال.
وكانت هذه الخزائن قسما من حواصل الخليفة التي كانت على خمسة أنواع؛ الأول: الخزائن، والثاني: حواصل المواشي، والثالث: حواصل الغلال وشون الأتبان، والرابع: حواصل البضاعة، والخامس: الطواحين ودار الفطرة.
1
خزانة الكتب
2
أما خزانة الكتب فكانت مفخرة العصر الفاطمي، وأكبر دليل على تقدم الآداب والعلوم فيه. كان فيها أندر المؤلفات وأشهرها، وكان فيها من بعض المؤلفات نسخ كثيرة، كان الخلفاء والوزراء يحرصون على جمعها، حتى ينفردوا بالفخر ويحرموا منه المكاتب الأخرى في العالم الإسلامي، وكان بعض الكتب بخطوط المؤلفين أنفسهم؛ كالخليل بن أحمد والطبري.
وكان تجار الكتب يعرضون على موظفي مكتبة القصر أندر الكتب التي يعثرون عليها، وكانت معروضاتهم تفحص بعناية كبيرة. ويذكر المقريزي أن رجلا حمل إلى العزيز بالله نسخة من كتاب الطبري اشتراها بمائة دينار، فأمر العزيز أمناء المكتبة، فأخرجوا من الخزائن ما ينيف عن عشرين نسخة من تاريخ الطبري، منها نسخة بخطه، ولعله فعل ذلك لكي لا يركب الرجل متن الشطط في تقدير ثمن الكتاب. وحدث أن ذكر كتاب الجمهرة لابن دريد
3
فوجد العزيز أن في المكتبة مائة نسخة منه.
4
ناپیژندل شوی مخ