فيقال: أبويّ وأخويّ وستهيّ إذ أصل ست، سته بالتحريك، وتحذف عينها فتبقى «سه»، وتحذف لامها فتبقى «ست»، وفي الحديث «العين وكاء السّه» وجاء وكاء السّت» (١).
ب - لتوضيح بعض الظواهر النحويّة والصرفيّة كذكره الحديث الشريف لبيان أنواع ما فيقول: «ومثال الصفة قوله ﷺ أحبب حبيبك هونا ما، عسى أن يكون بغيضك يوما ما. وأبغض بغيضك هونا ما عسى
أن يكون حبيبك يوما ما، أي أحبب حبيبك حبا قليلا، وأبغض بغيضك بغضا قليلا، وقيل: ما هنا حرف يفيد التقليل وقيل زائدة للتأكيد» (٢).
ويحاول أحيانا تخريج الحديث على مقتضى القواعد النحوية كقوله في الجمع المؤنث السالم: «فإن قيل قد جمع خضراء أخضر بالألف والتاء في قوله ﵇:
«ليس في الخضراوات صدقة» فالجواب: أنه مؤول بأنه جمع لمسمى الخضراوات نحو البقل وغيره لا للصفة التي هي خضراء، فإنّ مسمى الخضروات مذكر غير عاقل، وهو مما يجمع جمع السلامة أعني بالألف والتاء» (٣).
٣ - الأشعار
أكثر أبو الفداء من الشواهد الشعرية مراعيا ما وضعه البصريون من قواعد للاستشهاد بالشعر من حيث الزمان والمكان وقد أورد بيتا لأبي نواس مخطئا استعماله فعلى تأنيث أفعل التفضيل مجردة من أل التعريف والإضافة فقال: ومن ثمّ خطّئ أبو نواس في قوله:
كأنّ صغرى وكبرى من فواقعها ... حصباء درّ على أرض من الذّهب (٤)
وأورد أيضا بيتين لأبي العلاء المعري على سبيل اللغز وهما:
وخلّين مقرونين لمّا تعاونا ... أزالا قصيّا في المحلّ بعيدا
_________
(١) الكناش، ١/ ٣٧١ - ٢/ ١٩٦.
(٢) انظر الكناش، ١/ ٢٧٠.
(٣) الكناش، ١/ ٣١٨.
(٤) المرجع السابق، ١/ ٣٤٩.
1 / 35