وابق أنت هنا وابن مع أخيك في الجنون القصور في إسبانيا (يقول هذا ويخرج ضاحكا) .
مرتين :
قد استرحنا من فلسفته، تمم حديثك يا كولومب.
كولومب :
عزمت عزما وطيدا على اكتشاف العالم الجديد، ولكن ضيق ذات يدي كبلني بقيود ثقيلة فعزمت على مفاتحة دولتي بذلك، وعرضت مشروعي على مجلس جانوا فرفض الطلب ساخرا بي سخرية هذا الراهب. فتركت بلادي قائلا: لا يكرم نبي في مدينته. وعدت إلى ليزبونه وعرضت على ملك البرتوغال أفكاري، وطلبت أن يمد لي يد المساعدة فلم يرفض، وبعد قليل ألف لجنة علمية طرحت على مائدتها آرائي فقررت أنها آراء فاسدة مزيفة فلم يقنع بذلك، وعين لجنة ثانية فأيدت رأي الأولى، وإذ رأت الملك معتقدا اعتقادي طلبت منه أن يرسل قبطانا من قبله لاكتشاف ذلك العالم الجديد، فأرسل سفينتين تحت رئاسة أحذق البحارة، فبعدما سافروا مدة قليلة عادوا يقولون إن مشروعي وهم ومحال؛ فتركت تلك البلاد قاصدا فينيسيا الجمهورية طالبا منها المدد فلم أظفر بغير الخيبة، والآن أنا كما تراني قد أنفقت كل شيء ولم أعد أملك شروى نقير، ولو لم تأووني هذه الليلة لكنت هلكت جوعا.
جوان :
مسكين أنت يا كولومب! أسأل الله أن يفرج أزمتك، ويريك جزاء أتعابك سعادة الدارين.
كولومب :
أنا لا أطلب يا أبي غير التوصل إلى العالم الجديد، فإما أن نزداد مدنية أو نمدن أولئك الناس التائهين في بيداء الهمجية. طفت كالبؤساء من بلاد إلى بلاد حتى وصلت إسبانيا، هذه المملكة الواسعة المتراخية الأطراف، كما أنني أرسلت أخي برتلماوس ورفيقي في هذا الجهاد إلى جلالة هنري السابع ملك إنكلترة، فعسى الله أن يقيض لنا يدا كريمة تجري منها أنهار الكرم والجود وتساعدنا على هذا المشروع العظيم.
جوان :
ناپیژندل شوی مخ