129

كلمات في مناسبات

كلمات في مناسبات

خپرندوی

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

د ایډیشن شمېره

الأولى ١٤٢١هـ

د چاپ کال

٢٠٠٠م

د خپرونکي ځای

الرياض

ژانرونه

﵀، ويرحمه الله! دقق بعض الناس في عصرنا حتى خرج عن التدقيق!. ومن الأمثلة على هذا التدقيق الذي لم يحالفه التوفيق، ما رأيته من بعض الراغبين في الاتباع الذين يتحاشون-وأخشى أنهم يحرمون-كلمة: "﵀"؛ فيستخدمون مكانها: "يرحمه الله"، أو "عليه رحمة الله" دائما!. لماذا؟. لأنهم يرون الأولى لا تجوز، والثانية تجوز!. فعجبت، وقلت: هذا خطأ علينا-إن شاء الله-لا يجوز"١"!. وكيف يمر علينا مثل هذا ونحن نحتكم إلى الكتاب والسنة، ملتمسين فقه نصوصهما الفقه السديد، بإذنه تعالى. وبالتتبع للروايات الواردة-المرفوعة والموقوفة-يتبين أن كلا من الكلمتين جائز؛ لأن كلا منهما وارد، وكلا منهما معناه الدعاء، ولا فرق. فإن قال قائل: "﵀" خبر، أما: "يرحمه الله" فإنشاء. قلت معاني اللغة تأبى عليك أن تفسرها كما تشاء. والصحيح أن كلا من العبارتين تأتي خبرا، كما أنها تأتي إنشاء؛ وذلك بحسب نية المتكلم، وبحسب القرائن في الكلام. ويقطع هذا النزاع ورود اللفظتين عن الرسول ﷺ، وليس لأحد بعده مجال للزيادة أو النقص.

"١" "يجوز" هنا، ليس بمعنى "يجوز" التي قبلها، وإنما معناها: يمر.

1 / 131