============================================================
وكذلك سوء الظن مكروه ومنهى عليه، وأعظمه سوه الظن بالله جل ذكره وقال تباركت اسماؤه . *الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعدلهم جهنم وساءت مصيرا، ثم يتلو ذلك فى التغليظ سوء الظن بأنبياء الله وأوليائه الذين قرن طاعتهم بطاعته، ثم بالمؤمنين من أوليائهم قال الصادق جعفر بن محمد صلع : حرم الله دم المؤمن وعرضه وماله وسوء الظن به . وكذلك الحتد منهى عنه ومذموم فعله بين المؤمنين، فإن تعدى ذلك إلى الاثمة كان حوبا عظيما، وإثما كبيرا يخرجه من حد الايمان ويوجب التفاق فالحتر الحنر عباد الله من هذه الخصال المذمومة والأفعال الردية وارتكابكم إياها بقول أو عمل أو نية أو تنظروا إليها وإلى أهلها بعيون الاعجاب ، أو تصغوا إليهم بآذان الإقبال، فإن الله عز وجل يقول : 4 ب] إن السمع والبصر والفؤاد كل أولنك كان عنه مستولا، فأخلصوا لا ولرسوله ولإوليائه أعمالكم، واصفوا لهم ولجميع المؤمنين ضمائركم ، واجعلوا عليكم فى ذلك رقيأ من أنفسكم فى علا نيتكم وسرائركم ومشاهدكم وخلواتكم، فقد قيل إن كمال الدين والآداب والمروة استحياء المؤمن من تفسه . وهذا اذا وجه على وجهه كان ذلك لأنه إذا استحيا من نفسه كما يستحيى من الناس لم يأت محرما ولا عيبا ولا مكروها يستحيي من الناس فيه أن يأتيه عن عليهم ومشهدهم، ومن لم يستحى من نفسه واستحى من الناس فقد هانت نفسه عليه فهو على الله وعلى عباده أهون . فخاسبوا أيها المؤمنون أنفسكم هذه المحاسبة وانتقدوا عليها هذا الانتقاد ، وانظروا فى عيوبها بمثل هذا النظر فإنه من لم ينظر فى عيب نفسه نظر الناس فى عيوبه . وفقنا الله ولياكم لما يرضيه ويحظى به لديه.
مخ ۹۸