============================================================
متى يكون الإنسان خفيفا على القلب ؟ قال : إذا اعترف وأخبر أنه ثقيل . وهذا من باب الاعتراف ، والمعترف بالذتب يميل له القلب . وقد قيل إن المعترف بالذنب كمن لا ذنب له وقد قال الله عز وجل "وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سييا عسى الله أن يتوب عليهم (1) وقد قيل إن [عسى] من الله وعدة والله كما قال لا يخلف الميعاد .
والاعتذار توبة ، وقد قال الله تعالى هإن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين، ومن أحبه الله حببه لخلقه . وكذلاى ترك التحفظ والهجوم على الشبهات كالاصرار على الذنوب ، على أن ماذكرناه من هذا الوجه لا يلبغى الاعتذار الا عند الاضطرار كما قدمنا الشرط فيه وليس ينبغى استعماله فى كل الأحوال، فليس المعتذر ولا التائب من الذنب فى الحقيقة كمن لاذتب له ولكن التوبة تمحيص وقد أحب الله التوبة ولم يحب أن يعصى، قمن وجد مثدوحة عما اشتبه عليه أو على ما أيقن بالخطأ فيه فينبغى له التخلف 51 ب عنه والدخول فيما لاخطأ ولا شبهة فيه . ومما يدبغى الاحتراس منه والتيقظ له أن يحذر كل الحذر من قرب من الائمة أو بعد أن يرى أن له ذماما عندهم أو حرمة توجب حقاعليهم أو عملا يستحق له الثواب منهم فانه ما توسوس به النفوس من هذا وتميل إليه الخواطر الردية هلك من هلك .
وإنما جعل الله عز وجل الحق والحرمة وأوجب الذمام على جميع الأمة لأولياء الله الذين تعبد العباد بطاعتهم . وجعل الحق والواجب لهم وأثاب عباده على القيام بذلك وعاقهم على تركه فمن أحسن فى أمرهم فلنفسه أحسن وبما أوجب الله عليه وافترضه قام وثواب ربه على ذلك يرجوه ؛ فيلبغى لمن وفق لذلك حمد الله عليه والاعتراف بالعجز والتقصير . وإن بالغ فى الاجتهاد فيه فإن حق الله وحق أوليائه لاتدرك غايته . ولاتلتهى نهايته، وحسب المجتهد فيه بلوغ مجهوده واستفراغ طاقته ولو بذل المؤمن فى طاعة أولياء الله (1) التويه 102/9
مخ ۹۴