============================================================
دت.
دونه لكان مما يلبغى له أن يتلافى ذلك من نفسه ويحذر منه ولا يعرضها للبغض والثقل عند أحدمن الناس، فكيف بأن يعرضها لذلك عند من يرجون فى الدنيا ثوابه وفى الآخرة شفاعته، ويتوقعون خوفه ويحتليون تبعاتهه وكيف لاتعليون أنفسكم فيما يقريكم منه ويزلفكم لديه ويحيكم إليه ويزكيكم عنده ، وفى ذلك لكم خير الدنيا والآخرة والامن من عقابهما . فأجهدوا أنفسكم فى التحفظ من هذا وماهو فى معناه غاية الجهد، وتحفظوا منه نهاية التحفظ ، وارعوه حق الرعاية تظفروا بخير الدنيا والآخرة، واعليوا أن معرقة الإنسان نفسه فى هذه الأحوال انما يدرك ما يدرك منها ويعرفه بمقدار مافيه من العقل والحاسة والنباهة والأدب واليقظة ، والتاس يتفاضلون فى ذلك بمقدار ما خول الله عز وجل كل امرىء منهم منه وخصه به وجعله فيه، ولا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها ولكن يلبغى لكل امرىء منهم بذل المجهود [50 ب] فى تجرى الصواب على كل الأحوال، واستعمال مالا شبهة فيه وترك ما فيه الشبهة، فقد قال رسول الله صلعم الحلال بين والحرام بين ويينهما آمور مشتبهات فدع مايريك إلى مالا يريبك ألا إن لكل ملك حمى وحمى الله محارمه ويوشك من يرعى حول الحمى أن يقع فيه * وفى هذا وقبوله عن رسول الله (صلعم) أدب وصلاح فى أمور الدين والدنيا ، فيليغى للمؤمن أن يجرى أموره كلها على هذا المجرى، فما عله ولم يشك فيه من خير أتاه ومن سوء اجتلبه، وماشك فيه فلم يدر أخير هو أم شر أو حلال أو حرام توقف عنه ولم يقدم فيه على شبهة ، فعلى هذا ينبغى لمن أراد التقدم فى أمر من أمور الائمة صلوات الله عليهم ويعلم أنه يثقل عايهم أن يتأخر عنه ولا يتقدم فيه وان علم أنه يخف عليهم ويقع بموافقتهم تقدم له، وماشك فيه من ذلك توقف عنه إلا أن يضطر إليه ، ولا يقف على صحيح علم فيه ولا يجد بدا منه فيقدم المعذرة إلى إمامه ويسأله العفو عن خطا إن كان فى ذلك منه فإن فى [151) تقديم الاعذار فى ذلك مايوجب التخفيف وقد قيل لبعض أهل الآدب .:
مخ ۹۳