140

============================================================

وحلف بالله : لقد طلينا العلم أول ما طلبناه لغير الله ، فما زال بنا العلم حتى ردنا إلى الله . ويتبغى للداعى أن يتهيب عند أهل دعوته وأن لا يعودهم الجرأة عليه، ولا يبسطهم كل البسط لديه فيهون عندهم ويصغر آمره لديهم، فانه كلبا كان أهيب عندهم كانوا أكثر انتفاعا به وأحرى عنده ، وليكن تهيبه ذلك بحسن الصت وخفض الجناح ولين الجانب وحسن العشرة وجميل المحالفة ، من غير تجبر عليهم ولا تكبر فى أمره عليهم ، بل يكون التواضع سيماه والوقار همته والذكر هجيراه . وقد جاء عن الصادق جعفر بن تحمد صلوات الله عليه أنه قال : اطلبوا العلم وتزينوا معه بالوقار والحلم ، وتواضعوا لمن تتعليون مته ولمن تعطمونه ولاتكونوا علاء جبارين فيذهب باطلكم [89] بحقكم. وقال: من طلب العلم ليدافع به العلياء أويمارى به السفهاء أوليصرف به وجوه الناس إليه ليبز يينهم وتكبر عليهم فليتبوا مقعده من النار.

إن الرياسة لا تصلح إلا لاهلها . فينبغى للداعى أن يكون مهيبا فى غير تكبر ولاصلف، متواضعا لا لمهانة ولا لضعف فان اجتمع له أمره واستحكم واتصل له مراده وانتظم ، وعز فى أهل دعوته وعظم ، فليحسن إلى حسهم ويقربهم على درجاتهم ، وينزلهم على طبقات أعمالهم، ولا يهمل أمرهم، فيدع عقوبتهم على ما يتضح له من ذتوبهم ، ويصح لديه من إسائهم، فقد كان من استحكم أمره من الدعاة يؤدب من يؤدب من أهل دعوته بصنوف من الأدب فيقصى بعضهم ويهجره، ويأمر المؤمنين أن بهجروه فلا يكلمه أحد منهم، ولا يدانيه فيبقى مهجورا فى قومه، مبعدا فى أهله وخاصته حى تضيق الارض عليه برحبها ويتطارح عليه فى التوبة وقبولها ، ويمتحنه بما شاء أن يمتحنه فى نفسه أو فى ماله أو فيما رآه من أحواله بعد المدة الطويلة والنكاية الشديدة، ومنهم من يبكته على رؤس الملا، ومنهم من يذله ويوبخه فى الخلاء، ومنهم من يأمر بجلده، ومنهم من يمضى العقوبة فى قتله وبمتحن بذلك أقرب الناس إليه فيأمر الاخ بقتل أخيه والحيم بقتل حميمه فيقتله

مخ ۱۴۰