============================================================
يدى الائمة تكلم وإلا استاذن فى الكلام ، فإن أنن له الإمام تكلم وإن لم يأذن له اتصرف ، فقد قال بعض الملوك لبعض من وفد عليه من الأشراف وقد قام بين يديه يريد الكلام : إن كنت ممن يتكلم بين يدى الملوك فتكلم . هذا واجب لملوك الدنيا وواجب الآئمة فوق ذلك كما بينا فى أول الكتاب ، وأحسن ما يفتح به الكلام من أراد الكلام بين يدى الائمة إذاكان وافدا عليهم ، أو مريدا لكلام يطول ، أن يفتح بحمد الله والصلاة على رسوله وعلى الائمة فقد جاء فى الإستفتاح بذلك أثر ، وإن لم يمكن ذلك أو لم يحسته المتكلم فليدع بما تهيأ من الدعاء إلى [61 ب] الإمام، ففى الدعاء ذكر الله ع . ج 1 وهو يجزى فى الإستفتاح من الحمد، ثم يتكلم بما أراد من الكلام، ويستعمل من لفظه ما تعطيه قريحته وتنطاع له له طباعه وينطلق له به لسانه، غير متكلف كلاما روى فيه قبل ذلك وأحكمه وألفه وألف له وحفظه ، فإنه لا يأمن أن يحتاج إلى كلام لم يتقدم فيه، ويختصر الكلام ما استطاع وأمكنه الاختصار فى يان ويحتنب التطويل والاطناب والنشدق والإسهاب فإن ذلك إنما كان يحتمل من المطبوعين عليه فى قديم الزمان على استقال لهم، وقد جاء فى الحديث أن رسول الله صلع قال لبعض من آغرب عنده فى كلامه وتشدق فيه بين يديه : عليك بما يفهمه الخاص والعام من الكلام، فإنى لو شئت قلت مالا تعليون ، بيد أنى من قريش، وربيت في هوازن وربتى سبع عواتك ولكن لعن الله الثرثارين المتفيهقين. فحاض أهل اللغة فى تخريج غريب هذا الكلام الذى تكلم به اا رسول الله صلع فلم يتفقهوا عليه ، وكان صلى الله عليه من أفصح العرب ومن عنصر منابت الاسن، ومن معدن الفصاحة، وقد أعاب من جاء منها بما يغمض ويغرب ولا يكاد أن يفهمه إلا الخاص، فأما من تعاطى فى كلامه غير ماجرت به عادته وأتى منه مايدق وألفه أو تدبر وألف له ثم حفظه خليق أن يفتضح كما افتضبح رجل مرة عند بعض من أدر كناه من الامراء وقد كان
مخ ۱۰۸