42

Book of Visits by Shaykh al-Islam Ibn Taymiyyah

كتاب الزيارة من أجوبة شيخ الإسلام ابن تيمية

ایډیټر

سيف الدين الكاتب

خپرندوی

دار مكتبة الحياة الطباعة والنشر

القادر الجيلاني - رضي الله عنه - وسلم عليه، وخطا سبع خطوات، يخطو مع كل تسليمة خطوة إلى قبره قضيت حاجته، أو كان في سماع فإنه يطيب ويكثر تواجده. فهذا أمر القربة فيه شرك برب العالمين، ولا ريب أن الشيخ عبد القادر لم يقل هذا، ولا أمر به، ومن يقل مثل ذلك عنه فقد كذب عليه، وإنما يحدث مثل هذه البدع أهل الغلو(٥٨) والشرك: المشبهين للنصارى من أهل البدع من الرافضة الغالية في الأئمة(٥٩)، ومن أشبههم من الغلاة في المشايخ. وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا تجلسوا على القبور، ولا تصلوا إليها))(٦٠) فإذا نهى عن استقبال القبر في الصلاة فكيف يجوز التوجه إليه والدعاء لغير الله مع بعد الدار؟! وهل هذا إلا من جنس ما يفعله النصارى بعيسى وأمه وأحبارهم ورهبانهم في اتخاذهم إياهم أربابا وآلهة يدعونهم ويستغيثونهم في مطالبهم ويسألونهم ويسألون بهم.

فصل

[أقوال الصوفية وأعمالهم منها ما يحبه الله ومنها ما لا يحبه]

وأما قول من قال: إن الله ينظر إلى الفقراء في ثلاثة مواطن: عند الأكل، والمناصفة(٦١)، والسماع. فهذا القول روي نحوه عن بعض الشيوخ قال: إن الله ينظر إليهم عند الأكل؛ فإنهم يأكلون بإيثار، وعند المجاراة في العلم؛ لأنهم يقصدون المناصحة، وعند السماع؛ لأنهم يسمعون لله. أو كلاما يشبه هذال.

(٥٨) الغلو: تجاوز الحد. قال تعالى (يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق) وأهل الغلو: بعض الفرق الإسلامية التي بالغت في البدع والخروج عن أصول الدين.

(٥٩) الغالية في الأئمة: الذين يغالون ويتجاوزون الحد في احترام الأئمة حتى إنهم ليقدسونهم ويدّعون لهم العصمة.

(٦٠) رواه مسلم من حديث كنّاز بن الحصين.

(٦١) المناصفة: من: ناصفه المال إذا قاسمه إياه على النصف. فلعل المراد: المشاركة في الملك والإيثار وقد قال تعالى في الأنصار (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة).

42