239

اهناك ولا قمر. قال: ومعنى قوله تعالى في الجنة أحملها دآيه) [الرعد: 3] أن الأكل لا ينقطع عنهم متى اشتهوه، ولا أنهم يأكلون دائما فالدوام في الأكل هو عين التنعيم بما يكون به الغذاء للجسم، فإذا أكل الإنسان حتى ابع فليس ذلك بغذاء ولا بأكل على الحقيقة وإنما هو كالجابي الجامع للمال في خزانته، والمعدة جامعة لما جمعه هذا الآكل من الأطعمة والأشربة فإذا اختزن ذلك في معدته ورفع يده فحينئذ تتولاها الطبيعة بالتدبير وينتقل ذلك الطعام من حال إلى حال، ويغذيه بها في كل نفس فهو لا يزال في غذا ادائم ولولا ذلك لبطلت الحكمة في ترتيب نشأة كل متغذ، ثم إن الخزانة إذا اخلت من الأكل حرك الطبع الجابي إلى تحصيل ما يملؤها به وهكذا على الدوام. قال: فهذا معنى قوله: أكلها دايو) [الرعد: 35] وأطال الشيخ في اذلك في الباب الثامن والتسعين وثلثمائة فراجعه.

اقال: واعلم أن الحركة التي كانت تسير بالشمس ويظهر من أجلها اطلوعها وغروبها موجودة في الفلك الأطلس الذي هو سقف الجنة، وجميع الكواكب السيارة في النار كلها سابحة فيها كسباحتها الآن في أفلاكها على احد سواء. قال: ولولا ذلك ما عرف أهل التقويم الأن متى يكون الكسوف ل ولا كم يذهب من ضوء الشمس عن أعيننا فلولا المقادير الموضوعة والموازين المحكمة التي قد علمها الله تعالى للمقومين ما علم أحد منهم ذ لك. قال : واعلم أن الكثيب الذي في جنة عدن هو مسك أبيض وجنة عدن اي قصبة الجنان وقلعتها وحضرة الملك الخاصة ولا يدخلها غير الخواص الا بحكم الزيارة. وقال: وفي هذا الكثيب منابر وأسرة وكراسي ومراتب لأن أهل الكثيب أربع طوائف: رسل وأنبياء وأولياء ومؤمنون، وكل صنف منها امتفاضل وإن اشتركوا في المنابر مثلا قال تعالى : (تلك الرسل فضلنا بعضهم اعلى بعض) [البقرة: 253] . وقال: (ولقد فضلنا بعض النبيعن على بعض) [الإسراء: 55] وقال: (ورفع بعضكم فوق بعض درجلت) [الأنعام: 165] يعني الخلق فدخل فيه جميع بني آدم دنيا وآخرة، فإذا أخذ الناس منازلهم في الجنة استدعاهم الحق تعالى إلى رؤيته فيسارعون على قدر مراتبهم ومشيهم هنا في طاعة بهم، فإن منهم البطيء ومنهم السريع ومنهم المتوسط ويجتمعون في الكثيب

ناپیژندل شوی مخ