أماكن كل إنسان في الجنة أو النار كما يعلم المهندس جدران البناء بالجص اقبل بناء الأساسات ثم يشرع بعد ذلك في بناء السور ثم الدهاليز ثم أشجار الفواكه ثم القصور أو الدركات. قال: فإن كانت الدار هي الجنة بنى سورها امن التوحيد، وإن كانت الدار هي النار بنى سورها من الشرك أو الكفر أوا النفاق أو التكبر ونحو ذلك على حسب دركات سكانها في طبقاتها فلا ينتهي بناء جنة كل إنسان إلا بآخر أعماله في دار الدنيا فإذا انتهى البناء فما بقي إلا السكنى فيقال له : اخرج إلى دارك فقد كمل بناؤها، فإذا طلعت روحه حبس ففي البرزخ حتى يتكامل عدد السكان وتنتهي مددهم فينادي المنادي : اخرجوا اجميعا إلى مساكنكم، فمعنى أعدت على هذا التقرير أي أعدت لهم قبل اخولهم لها لا قبل خلقهم وإيجادهم ما عدا السور المتقدم ويؤيد ذلك قوله : "من فعل كذا بنى الله له بيتا في الجنة" فعلق وجود ذلك البيت اعلى فعل ذلك الأمر فدل على أنه لم يكن مبنيا قبل ذلك وكذلك يؤيده أيضا اقوله قله: "إن الجنة طيبة التربة عذبة الماء وإنها قيعان وغراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر" ونحو ذلك.
اقال: وأما ما ورد في الصحيح "أن الله عز وجل خلق جنة عدن بيده ووشق فيها أنهارها وأدلى فيها ثمارها" فهو صحيح لأن حضرة الحق لا ماضي فيها ولا آتي ولا صباح ولا مساء فهو كقوله تعالى: (أ أمر الله) [النحل: 1] لف لهه تعالى أن يخبر عن حضرته المذكورة بما شاء لأنها لا تتقيد بزمان كالخلق في مصطلحهم في الألفاظ والله أعلم (قلت) : ويحتمل أن الله تعالى خلق الجنان على ما شاء من الأوصاف اي تسمى بها جنانا من أشجار وأنهار وأتراب ثم أبقى فيها أماكن خالية قابلة الما يبنى فيها ويغرس من تناهي أفعال المكلفين غير ما ينعم الله تعالى بهه عليهم لا في مقابلة أفعالهم والله أعلم.
اقال الشيخ: واعلم أن خواص المؤمنين ليس لهم بناء من أعمالهم الا في الجنة، وأما غير الخواص فيبنون بأعمالهم في الجنة تارة وفي النار أخرى على حسب طاعانهم ومعاصيهم
ناپیژندل شوی مخ