214

فما ثبت لتجلي الحق تعالى وأما من يغشى عليه في حاله ويتغير عن هيئته الي كان عليها أو يصعق أو يصيح أو يضطرب أو يفنى فاعلموا أنه غير حبوب وما عنده من الحق شمسه قلت: المراد بالواردات الأحوال الباطنة لا المحسوسة لقوله تعالى: وخر موسى صعقا) [الأعراف: 143] مع أنه محبوب بإجماع فافهم.

وقال في قوله تعالى: (ومن ،انآب آليل فسيح وأطراف آلنهار) [طه: 13] : اعلم أن المراد بأطراف النهار الصباح والمساء فالمساء ابتداء الليل اوالصباح انتهاء الليل والنهار هو ما بين الابتداء والانتهاء كما أن الليل كذلك اما بين الانتهاء والابتداء وقد أمرنا الحق تعالى بالتسبيح آناء الليل وأطراف النهار وما تعرض لذكر النهار في هذا الحكم لأنه قال: إن لك فى آلنهار سبحا اطويلا) [المزمل: 7] أي فراغا فالنهار لك والليل وأطراف النهار لي، ومن كان ام شتغلا بالله في الليل وأطراف النهار كان الله له في النهار لأنه استعداد للتفرغ الحق في الليل والأطراف.

ووقال: الشريعة لب العقل والحقيقة لب الشريعة فهي كالدهن في اللبا الذي يحفظه القشر فاللب الذي يحفظ الدهن والقشر يحفظ اللب كذلك العقل يحفظ الشريعة والشريعة تحفظ الحقيقة ومن ادعى شرعا بغير عقل لم صح دعواه كما أن من ادعى حقيقة بغير شرع لا يقبل.

ووقال: جمال صورتك في الآخرة يكون على قدر خواطرك المحمودة في الشريعة هنا وقبح صورتك في الآخرة يكون على قدر قبح خواطرك المذمومة فاجهد في نفسك قبل أن لا ينفعك الندم. وقال: مرتبتك عند الله ففي التعظيم على قدر تعظيمه في قلبك وحيائك منه فإن اعتنيت به اعتنى بك وإن استحييت منه استحيا منك وإن لم تبال به لم يبال بك فميزانك بيذك فان شئت أرجح وإن شئت أخسر لا تلم إلا نفسك.

ووقال: العلم يقتضي العمل فمن قال: إن العلم يوجد بغير عمل فدعوا باطلة ومنزع ذلك دقيق جدا من أجل مخالفة المتعدين حدود الله من المؤمنين، فربما يقال: لو كانوا عالمين ما خالفوا، وهم عالمون بلا شك بأن

ناپیژندل شوی مخ