الي كان عليها أول مرة، فالشقي هو الشقي في بطن أمه لما هو عليه من امه والسعيد سعيد في بطن أمه لما خصه به من علمه فلقد رأيت من شمت أمه وهو في بطنها حين عطست وحمدت فهذا واحد خصه الله بعلمه وهو في اطن أمه فلا يحجبنك قوله تعالى: (والله أخرجكم من بطون أنهلتكم لا لموب شيئا)* [النحل: 78] فإن ذلك مثل من رد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم امن بعد علم شيئا فلا يلزم من العالم حضوره دائما مع علمه وهكذا حال الجنين إذا خرج من بطن أمه.
اوقال: العجب كل العجب من رؤية الحق في القدم أعيانا لها حالها العدم، ثم إذا أبرزهم إلى وجودهم تميزوا في الأعيان بحدودهم انظر وحقق اما أنبهك عليه واستر، أوجد الله في عالم الدنيا الكشف والرؤيا فيرى الأمور الي لا وجود لها في عينها قبل كونها ويرى الساعة في مجلاها والحق يحكم فيها بين عباده حين جلاها وما ثم ساعة وجدت ولا حالة مما رآها شهدت فتوجد بعد ذلك في مراها كما رآها فإن تفطنت فقد رميت بك على الطريق ووهذا منهج التحقيق.
وقال في قوله: {يكأيها التبي اتق الله) [الأحزاب: 1]: اعلم أن من علم الخبير تآديب الصغير بالكبير آدب الأمة بتأديب رسولها لتبلغ باستعمال ذلك الأدب إلى تحصيل مأمولها، فخاطب الرسول والمراد من أرسل إليه فابحث اعليه. وقال: قال تعالى: (ظهر الفساد في البر والبخر بما كسبت أيدى الناس الي ذيقهم بعض الذى عملوا) [الروم: 41] فأخبر تعالى أن ذلك جزاء ما هو ابتداة افما ابتليت البرية وهي برية هذه مسألة صعبة المرتقى لا تنال إلا باللقاء اختلفت فيها طائفتان كبيرتان فمنعت واحدة ما أجازت الأخرى والرسل بما اختلفوا فيه تترى وما تحقق أحد منهم ما جاءت به الرسل ولا سلك فيه سواع السبيل بل كان واحد ينصر ما قام في غرضه وهو عين فرضه إلا الطبقة العليا لف انهم علموا الأمور في الدنيا فلم يروا أمرا في الدنيا مؤلما إلا وهو جزاء ما اهو ابتداء بقول الطبيب إذا تألم المريض ما قصدت إلا نفعه بما أمرته به من الأدوية المؤلمة وكذلك يقول الحق تعالى للطبيب إذا مرض ولم يدر من أي اباب دخل عليه المرض : آلمك هذا إنما هو جزاء لما آلمت به المرضى فخذ الكبريت الأحمر /م14.
ناپیژندل شوی مخ