كأهل القرآن وإذا صار من أهل القرآن كان محلا لإلقائه، وعرشا لاستوائه ووسماء لنزوله، وكرسيا لأمره ونهيه، فيظهر له منه ما لم يره فيه مع كونه كان فيه. وأطال في ذلك.
وقال في قوله تعالى: (لو اطلعت عليهم لوليت منهر فرارا ولملثت منهم عبا} [الكهف: 18] : اعلم أن الأنبياء لا تنهزم ولا تقتل في مصاف وقد اصف الحق رسول الله ، بالانهزام وقول الله صدق لكن لم يكن تولي الرؤية أجسامهم لأنهم أناس مثله وإنما توليه من شهود أمر يهوله مما قام ابهم. قال: وقد رأيناهم في سياحتنا وما ملئنا منهم رعبا لأنا ما شهدنا منهم إلا صور أجسامهم فرأيناهم أمثالنا مع أنه ، رأى ليلة الإسراء أمورا امهولة، ولم يتأثر مثل ما كان يتأثر لو اطلع على أهل الكهف وروى البيهقي ان رسول الله ، قال : "لما تدلى لنا الرفرف ليلة عرج بي غشي على اجبريل ولم يغش علي من ذلك فعلمت فضل جبريل علي في العلم بذلك" .
اقال: وهنا نكتة وهي أن الله تعالى ما ذكر إلا رؤية عينهم بذكر الاطلاع عليهم فهم أسفل منه بالمقام ومع ذلك خاف أن يلحق بهم فينزل عن مقامه فامتلأ بذلك رعبا لئلا يؤثروا فيه تأثير الأدنى في الأعلى الرضا عنه والسخط اعليه، فلذلك كان حقيقا أن يولي منهم فرارا كما يفر الإنسان من الوقوف اعلى مهواة خوف السقوط. وأطال في ذلك فراجعه.
ووقال في الباب التسعين وثلاثمائة: لقد طفت بالكعبة مع قوم لا أعرفهم فأنشدوني بيتين حفظت واحدا ونسيت الآخر: اقد طفناكما طفتم ستينا بسهذا البيت طرا أجمسعيت ووقال لي واحد منهم: أما تعرفني؟ فقلت: لا. قال: أنا من أجدادك الأول. قلت له : كم لك منذ مت؟ قال لي : بضعة وأربعين ألف سنة فقلت اله: ليس لآدم عليه السلام هذا القدر من السنين، فقال لي: عن أي آدم اقول؟ عن هذا الأقرب إليك، أو عن غيره؟ فتذكرت حديثا روي عن رسول اله ه: "إن الله قد خلق مائة ألف آدم" . فقلت: قد يكون ذلك الجد الذي سبني إليه من أولئك والتاريخ في ذلك مجهول مع حدوث العالم بلا شك فإن العالم لا يصح له مرتبة الأولية لأنه مفعول الله تعالى.
ناپیژندل شوی مخ