وجاء حماد وعرفت سعاد منه كل شيء بدءا من صلة شهاب بفتنة حتى زواجه منها، ولكن الأمر الذي لم يكن يعرفه حماد هو سبب هذا الزواج؛ الأمر الذي كان خبيئا في نفس شهاب ولا يعرفه أحد إلا هو، وهكذا وقع في ظن سعاد أن شهابا تزوج من فتنة لجمالها؛ فقد كان هذا هو ظاهر الأمر ولا يعرف باطن الأمور إلا الله.
ووقع الأمر وقوع الكارثة على سعاد، وأصبحت كارثة طلاقه لها أهون من كارثة زواجه براقصة؛ مقدرة أثر هذا على ابنيه؛ا فأن يطلقها أبوهما شيء يمكن أن يسيغه المنطق، أما أن يتزوج من راقصة فتلك هي الداهية الدهياء لها ولابنها ولابنتها جميعا، ما مصير أمجد إذا تقدم للزواج من إحدى الأسرات المحافظة؟ والأدهى ما مصير فضيلة إذا تقدم لها واحد من هذه الأسرات؟
كانت سعاد تعلم أن المصيبة قد وقعت ولا سبيل لردها، ولكن لا بد من محاربتها مهما كانت الحرب غير مجدية.
أخبرت سعاد أمجد وفضيلة بالنبأ ووقع عليهما وقوع الصاعقة؛ فإن يكونا قد تقبلا الطلاق في هوادة إلا أنهما لم يكونا ينتظران أن يتزوج أبوهما من راقصة. وفي سرعة خاطر وحسم قال أمجد لأمه: أنا مسافر إلى جدي الآن. - فكرة لا بأس بها ولكن ماذا يستطيع جدك أن يفعل؟ - لا بد أن يعرف على كل حال، إنك تجدينه حتى الآن لم يعرف شيئا عن الطلاق وطبعا لا يعرف شيئا عن هذا الزواج الهباب، وكلا الأمرين لا بد أن يعرفه. - توكل على الله.
لم يكن أمجد أو فضيلة يسافران إلى جدهما أو جدتهما ولكن الجدين كانا كثيرا ما يأتيان لزيارة ابنهما وأسرته، ولم يكن يخفى عليهما حقيقة الأمور والصلات بين ابنهما وزوجته وابنه وابنته، ولكنهما كانا يتظاهران بأنهما لم يلحظا شيئا يدعو إلى السؤال محاولين أن يقنعا زوجة ابنهما وابنيه بأنه ليس هناك شيء يدعو إلى التعجب أو الاستغراب، ولكن أسرة شهاب بجميع أفرادها كانت موقنة أن أمرها لم يغب عن أبي شهاب وأمه.
كانت سعاد قد اشترت سيارة لكل من أمجد وفضيلة منذ دخلا الجامعة.
وما أسرع ما استقل أمجد سيارته وتوجه إلى جديه في الهدارة.
الفصل الثاني عشر
وما إن أتم أمجد حديثه إلى جديه حتى قال له الشيخ متولي: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، هل سيارتك معك؟ - طبعا. - تبيت الليلة معنا ونسافر في الفجر. - إذا أحببت نذهب من الآن. - غدا أضمن عثوري عليه في الوزارة أما الآن فكيف أجده؟ - معقول، خاصة وأنا لا أعرف له عنوانا أو محل إقامة، ربما يكون مقيما في شقة زوجته؟
وقالت تفيدة في أسى: قطعت وذررت في الهواء، أهكذا يا شهاب؟! ألم تفكر في أبيك وأمك؟ وانخرطت في البكاء بكاء ذا نشيج ولوعة وأسف، وقال لها زوجها: إذا كان لم يفكر في نفسه وعائلته وابنه وابنته تنتظرين منه أن يفكر فينا، أتذكرين آخر مرة زارنا فيها؟ - يا أخي لا عليك من الزيارة ربما كان مشغولا. - الآن عرفنا فيم هو مشغول. - لا، إنه يحترمك ويعمل لك ألف حساب. - يا تفيدة الذي يعمل ما عمله لا يعمل لأحد أي حساب. - أخاف أن أدعو عليه ويستجيب ربنا للدعاء. •••
ناپیژندل شوی مخ