وفي سخرية فرحانة قالت: يا سلام، واثق من نفسك جدا حضرتك.
وفي نفس اللهفة الفرحة يقول لها: واثق من صلتنا الشريفة العفيفة على مدى أربع سنوات. - وكيف لك أن تثق؟ - إعجاب ومدارسة عرفتك فيها وعرفتني، ورضيت أن أكون زميل مذاكرتك وممشاك وصندوق أخبارك.
ما تضيقين به وما تسعدين. وفرحت أنا أن أكون منك هذا الإنسان، ومعنى فرحي أن إعجابي تحول إلى حب؛ حب جارف عفيف حرصت - كما حرصت أنت - أن يظل عفيفا؛ لأن كلا منا كان يدخر الآخر للحياة جميعها وليس لمعرفة عابرة تمر بالإنسان ثم تمضي كأنها لم تكن، لا تصبح إلا ذكرى هينة الشأن ضئيلة الأثر. - والملخص؟ - إن سعدون بك أو نجيبة هانم، والغالب أن نجيبة هانم هي التي ستسألك: أتقبلين أكرم زميلك زوجا لك؟ - هيه، وماذا أقول أنا؟ - والله أنت حرة، هناك ثلاث إجابات. - لا رابع لها؟
ما هي الإجابات؟ - نعم. - يا سلام! - وبهذه الإجابة تكونين صريحة واضحة منسجمة مع نفسك؛ لأنك أنت التي قدمت أكرم هذا إليهم، فمن الطبيعي أن تقبليه. - معقول، والإجابة الثانية. - التقليدية، التي جرى عليها الغالبية العظمى من بنات حواء في مثل هذه المواقف. - ألا وهي؟ - الرأي رأيكم يا ماما. - معقول أيضا، والثالثة. - ابتسامة مشرقة وهزة رأس خفيفة تفيد الموافقة. أيها ستختارين؟
وأغرقت نهى في الضحك وقالت: أليست هناك إجابة رابعة محتملة؟ - مطلقا. - بل هناك. - مثل ماذا؟
قالت وهي تضحك ملء قلبها: مثل أبدا يا ماما، كله إلا هذا، أكرم زميل فقط، أما إذا أردت الزواج فإنني أريد شخصا غنيا واسع الثراء، أما هذا الشاب المغرور الذي يتصور أنني سأوافق على زواجه بمجرد أن يتفضل هو بطلب يدي ... أبدا يا ماما، أبدا. - إذا قلت هذا الكلام بهذا الوجه الصبيح المنطلق الفرح، فإنه يعني موافقة أقوى من الإجابات الثلاث التي تصورتها أنا. - مغرور. - محب.
وكسا وجهها الجد وهي تقول: هل الحب في داخلك صادق بقدر صدقه في وجهك؟ - أتشكين؟ - أحب أن أسمع همسات نفسك بدلا من أن أحسها. - إذن فحبي لك أكبر من حبك لي. - ليس للحب موازين ... هناك حب أو لا حب. - لم أسألك إن كنت صادقة أم لا؟ - اكتفيت أنت بالنظر والشعور وأردت أنا أن أشرك السمع معهما. - الكلام سهل، ولكن الأيام في الإثبات أقوى.
والتقت نظرتان يعرفهما الشباب الطاهر منذ بدء الخليقة، وقالت نهى: هل أطلب لك موعدا من أبي؟ - ولا هذا. - لماذا؟ - لأنك لو طلبت الموعد تكونين قد أعلنت الموافقة قبل الطلب، وهذا ما لا أرضاه لك. - إذن. - انتظريني أنت اليوم في الساعة السادسة دون أن يدري أحد في المنزل أنك تنتظرينني. - وتأتي دون موعد؟ - وكأني سأذاكر معك. - فإذا لم تجد أبي. - فسأجده غدا. أنا لا أريد أن يشعر بالحيرة مطلقا. - فيم الحيرة؟ - قد يجدني مقبولا وتقف موارده المالية في الآونة الحاضرة دون الاستجابة لي. اتركي الأمر لي. - ما ترى. - إلى اللقاء. - إلى اللقاء. •••
وجد سعدون بك ونجيبة هانم. - طبعا أنا غير محتاج أن أقدم نفسي.
وقال سعدون: أنت أصبحت مثل ابننا. - حالتي المالية حسنة؛ فأنا أملك عشرة أفدنة، وأملك بيتا في مركز المهدية. سأبيع البيت وأشتري شقة وأؤثثها، فليس عليكم أي أعباء. - فيم تتكلم؟ - أنا قدمت هذا الحديث لأنني أعرف العقبات التي تقف أمام الأب حين تخطب ابنته.
ناپیژندل شوی مخ