خرافه: مقدمه قصیره جدا
الخرافة: مقدمة قصيرة جدا
ژانرونه
من خلال هذه الطرق جميعا، تقابل الأسطورة الأحلام التي - مثل العلم في رأي تايلور وفريزر - تقدم نموذجا يحلل به فرويد ويونج الأساطير. وبالتأكيد، هناك فوارق بين الأساطير والأحلام: فبينما تعتبر الأحلام خاصة، فإن الأساطير عامة؛ وبينما تقتصر الأساطير بالنسبة إلى فرويد على الأشخاص المضطربين انفعاليا، فإن الأحلام شاملة للجميع . في المقابل، تعتبر أوجه الشبه بين الأساطير والأحلام من منظور فرويد ويونج أكثر أهمية.
أوتو رانك
توجد التحليلات الفرويدية الكلاسيكية للأسطورة في كتاب كارل أبراهام «الأحلام والأساطير» وكتاب أوتو رانك «أسطورة ميلاد البطل». وينهج أبراهام ورانك نهج الأستاذ (فرويد) في مقارنة الأساطير بالأحلام - مثلما يشير عنوان كتاب أبراهام - وفي اعتبار أن الإشباع الخفي الرمزي للرغبات الأوديبية المكبوتة والمسيطرة على النفس شعور مصاحب لصانع الأسطورة أو القارئ البالغ منذ وقت طويل. في المقابل، يدرس رانك أساطير أكثر ويحللها بمزيد من التفصيل، ويقدم حبكة مشتركة، أو نمطا لفئة واحدة من الأساطير؛ ألا وهي فئة أساطير الأبطال، خاصة أساطير الأبطال الذكور. ويحلل أتباع فرويد جميع أنواع الأساطير ولا يكتفون بتحليل أساطير الأبطال فقط. ولكن يحول أتباع فرويد الأنواع الأخرى للأساطير إلى أساطير أبطال. ويحول رانك نفسه الميلاد والبقاء إلى إنجازات بطولية. وقد جرى النظر إلى أساطير الخلق باعتبارها أساطير يتحقق فيها إنجاز ولادة العالم من خلال الذكور والإناث على حد سواء.
بالنسبة إلى رانك، الذي ينهج نهج فرويد، تتعامل البطولة مع ما يطلق عليه يونج «النصف الأول للحياة». ويتضمن هذا النصف الأول من الحياة - أي الميلاد، الطفولة، المراهقة، والرجولة المبكرة - ترسيخ المرء لنفسه كشخصية مستقلة في العالم الخارجي. ويتجلى تحقيق الاستقلال بصورة واضحة في الحصول على وظيفة عمل وشريك حياة. ويتطلب الحصول على أي من ذلك الانفصال عن الوالدين والتحكم في الغرائز. ولا يشير الاستقلال عن الوالدين إلى رفضهما بل إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي. بالمثل، لا يشير التحكم في الغرائز إلى إنكارها بل إلى السيطرة عليها. وعندما قال فرويد إن معيار السعادة يتمثل في القدرة على العمل والحب، فإنه يشير بجلاء إلى غايات النصف الأول من الحياة، الذي يستمر إلى الأبد من وجهة نظره. وتتضمن المشاكل الفرويدية التعلق بأي من الأبوين أو بالغرائز. ويعتبر المرء عالقا في مستوى طفولي للتطور النفسي عندما لا يزال معتمدا على أبويه لإشباع غرائزه أو لإشباع غرائزه بطرق تنافي العرف الاجتماعي.
نمط رانك لأسطورة البطل، من كتاب «أسطورة ميلاد البطل»
ربما تصاغ القصة البطولية النموذجية نفسها وفق الملخص التالي: البطل هو ابن لأبوين عظيمين، عادة ابن ملك. يسبق مجيئه إلى الحياة صعوبات، مثل كبح الشهوة، أو الحرمان الجنسي لفترة طويلة، أو الاتصال الجنسي السري بين الوالدين لموانع أو عقبات خارجية. وخلال فترة الحمل أو قبلها، تظهر نبوءة - في صورة حلم أو أمر إلهي - تحذر من ميلاد الطفل، وعادة ما ينطوي التحذير على مخاطر تهدد الأب (أو من يمثله). وكقاعدة، يجري التخلص من الطفل بإلقائه في المياه أو في صندوق. فينقذ الطفل بعد ذلك حيوانات، أو أشخاص متواضعو الحال (رعاة)، ويرضع الطفل من ثدي أنثى حيوان أو امرأة بسيطة. وبعد أن يكبر، يعثر البطل على والديه العظيمين، بطرق متباينة. فيأخذ البطل ثأره من أبيه، من جانب، ويعترف به من جانب آخر. وأخيرا، يحقق البطل مكانة وأمجادا.
يقع نمط رانك، الذي يطبقه على أكثر من ثلاثين أسطورة عن الأبطال، في النصف الأول من الحياة. وفيما يشبه بالكاد نمط يوهان جورج فون هان، الذي جرى الإشارة إليه في الفصل
الخامس
وهو النمط الذي لم يدر به رانك على ما يبدو، ينتقل رانك من مرحلة ميلاد البطل إلى الحصول على «وظيفة».
حرفيا، أو عن وعي، يعتبر البطل شخصية تاريخية أو أسطورية مثل أوديب. ويعتبر البطل بطلا نظرا لأنه يصعد من العدم إلى العرش. وحرفيا، يعتبر البطل ضحية بريئة لأبويه أو للقدر. وعلى الرغم من أن والديه كانا يرغبان في طفل ثم قررا التضحية به فقط لإنقاذ الأب، فإنهما يقرران فعليا التضحية به. إذن فانتقام البطل متوقع في ظل هذه الظروف، إذا كان قتل الأب يحدث عن وعي. فمن لن يفكر في قتل شخص يريد قتله؟
ناپیژندل شوی مخ