خلاصه تاریخ یونان او رومان
خلاصة تاريخ اليونان والرومان
ژانرونه
وارتأى هؤلاء الحكام قتل كل من هو ضدهم تعزيزا لمركزهم، فكتبوا قائمة فيها أسماء ثلاثمائة شيخ ونحو ألفي فارس، وفرضوا جوائز للذين يقتلونهم فقتلوهم شر قتلة، ومما يحكى أن أحد هؤلاء الثلاثة قدم رأس أخيه لزميليه، وأحدهم أتى برأس عمه، وبالجملة إنهم لم يتركوا قريبا ولا صديقا ولا وطنيا اشتبهوا بكونه على غير دعوتهم إلا أذاقوه حتفه.
وكان بروتوس وكاسيوس أثناء ذلك في بلاد اليونان وقد جيشا جيشا من مائة ألف مقاتل، فسار ماركوس وأوكتافيوس لمحاربتهم، فحصلت بين الفريقين واقعة في فيليبي انكسر فيها بروتوس وكاسيوس فانتحرا.
وبعد تلك الموقعة خلا الجو للحكومة الثلاثية، وأصبحت القوة كلها في أيديهم، لكنهم ما لبثوا حتى قام الاختلاف فيما بينهم، فحكم على أحدهم لبيدس بالعزل من منصبه وإبعاده، ثم نشأت بين ماركيوس وأوكتافيوس حرب كالتي قامت بين سلا وماريوس وبين بومبيوس وقيصر، فساعد الحظ أوكتافيوس فغار على رفيقه، أما ماركوس فعظم عليه الفشل فقتل نفسه بيده، فلم يعد لدى أوكتافيوس مناظر فأصبح الحاكم الوحيد في رومية ومملكتها، لكنه لم يكن يتجرأ أن يدعو نفسه ملكا فدعى نفسه إمبراطورا مع لقب (أوغسطوس)، فصار اسمه أوغسطوس قيصر، ثم لقبته المشيخة ألقابا أخرى في جملتها (أبو وطنه)، ولم يكن ذلك منهم إلا تزلقا وتمليقا له، ولم يكن إذ ذاك في رومية أناس يعتد بهم، ولذلك أتيح لأوكتافيوس أن يستعمل نفوذه، وأصبح حكمه من ذلك الحين سلاما وسكينة، ولم يحدث بعد ذلك حوادث تستحق الذكر في هذا المختصر، على أن العالم كله تقريبا كان تحت سلطة أوغسطوس قيصر هذا، فلم يكن له فرصة يزيد بها أملاكه بالفتح، فطلب المجد من وجهة أخرى فعكف على نظم الشعر.
وكانت مدة حكمه 41 سنة، وتوفي في السنة الرابعة عشرة للميلاد وسنه 76 سنة.
المملكة الرومانية في أيام أوغسطوس قيصر
وكانت مملكة الرومانيين في أيام أوغسطوس قيصر على معظم اتساعها وثروتها، فكانت شاملة لجميع أوروبا إلا بعض أقسامها الشمالية، فمن جملة الممالك التي كانت في حوزتها إنكلترا وفرانسا وإسبانيا، وقسم من جرمانيا وإيطاليا واليونان وتركيا أوروبا وغيرها، هذا في أوروبا أما في آسيا فكان في حوزتها آسيا الصغرى وسوريا وفلسطين وشبه جزيرة العرب وبلاد فارس وبارنيا وبلاد أخرى، أما في أفريقيا فامتدت سلطته في شمالي أفريقيا إلى جزائر الغرب ومراكش، وفي شرقيها إلى الحبشة وهي البلدان التي كانت معروفة من أفريقيا إلى ذلك العهد.
وجعل الرومانيون على كل قسم من هذه الأقسام حاكما رومانيا مع حامية من الجند الروماني.
وكان للرومانيين إذ ذاك حذاقة غريبة في صناعة البناء والحفر والتصوير وسائر الفنون الجميلة، فانتشرت هذه الفنون في سائر أقطار المملكة، فأقيمت البنايات الكبيرة كالهياكل والقصور المصطنعة من الرخام في كثير من المدن في أقسام مختلفة من أوروبا وأفريقيا وآسيا، ولا تزال آثار هذه المدن وأبنيتها وما أنشئوه فيها من التماثيل الجميلة والرسوم المتقنة باقية إلى الآن.
وليس ذلك فقط فإن الرومانيين أقاموا مشروعات كثيرة عمومية عظيمة الفائدة كتمهيد الطرق والشوارع وترصيفها، وإقامة الجسور، وأقنية المياه لري المدن، ولا يزال كثير من آثار ذلك ظاهرا في كثير من المدن التي كانت تحت سلطتهم، وقد مر عليها نحو ألفي سنة تقريبا.
غير أن رومية كانت أجمل مدينة في العالم، وكان اتساعها في أيام أوغسطوس عظيما حتى بلغ محيطها خمسين ميلا، وفيها أربعة ملايين من الناس، وكانت كغيرها من المدن القديمة محاطة بأسوار عظيمة الارتفاع لها 37 بابا.
ناپیژندل شوی مخ