وقد تتشنج بعض عضلات التنفس لسبب ما فيحول الصوت إلى تنهد أو ضحك أو شهيق أو سعال أو فواق أو غير ذلك.
صفات الصوت: القوة والنبرة والرنة، فالقوة هي سعة اهتزازات الآلة الصوتية، وهي تتعلق بالقوة التي يطرد فيها الهواء من الرئتين، كما أن قوة الصوت الخارج من أوتار العود مرجعها قوة ضرب الأنامل، والنبرة هي في درجة شد الأوتار وما ينجم عنها من تغير في مدى الاهتزاز. وهذا الشد يقوم به عضلات الحنجرة التي تشد أو ترخى، والتي قد يصيبها شلل كما في بعض الأمراض العصبية؛ فيبح الصوت أو ينطفي. أما الرنة فهي التي تميز الأصوات بعضها عن بعض؛ لأنها تتعلق بتجويف الفم وتختلف في كل واحد باختلاف هذا التجويف. إذن لا علاقة للرنة في قوة الصوت ونبرته، وقد يصل الإنسان بالتمرين إلى تبديل رنة صوته كما يفعل المقلدون في محاكاة غيرهم من الناس، أو محاكاة أصوات الحيوان.
تأثير الأعضاء التناسلية في الصوت: أول أثر للأعضاء التناسلية في الصوت يظهر عند المراهقة؛ لنمو الحنجرة نموا هائلا، فإنه في بضعة شهور تكتسب الحنجرة من الكبر قدر ما اكتسبته من الولادة إلى زمن المراهقة؛ فيتبدل الصوت تبدلا سريعا، ولهذا ترى صوت الخصيان لا يفرق من صوت الأولاد؛ لأن الخصاء يمنع هذا النمو أن يحصل، ولما كان للأعضاء التناسلية هذا الأثر العظيم في آلة الصوت، كان من المحقق أن الإفراط في الشهوات يفضي إلى إفساد الصوت.
هوامش
التنفس
بما أن الصوت ناتج عن التنفس فهو متعلق به من حيث الحسن أو عدمه، فإن كان التنفس سيئا أخل ذلك بالصوت والنطق، والتنفس الحسن هو ما جلب الهواء إلى الرئتين بمقدار كاف وبدون تعب.
للتنفس ثلاث طرق؛ فهو علوي وجانبي وبطني. فالعلوي - ويقال له الترقوي نسبة إلى الترقوة - يرفع الرئتين نحو العنق فتجران معهما الحجاب الحاجز والأحشاء ويتجوف البطن. والجانبي يبعد الأضلاع فتتسع ويزيد قطر الرئة أفقيا. والبطني يخفض الحجاب الحاجز فيرفع جوانب البطن، ويزيد قطر الرئة عموديا.
وقد سبق فقلنا إن شكل الرئة مخروطي، وقواعد الهندسة تدلنا أن امتداد القطر العمودي للمخروط تزيد حجمه أكثر من الأفقي، فالتنفس البطني إذن هو أفضل أنواع التنفس؛ لأنه يزيد حجم الصدر أكثر من الجانبي ولا يتعب مثل العلوي الذي يحتقن به الوجه.
وهبوط الحجاب الحاجز يتعب المعدة، ولهذا كان في الخطابة أو الغناء قبل تمام الهضم ضرر كبير.
وأكثر ما يكون التنفس الجانبي عند المرأة وربما كان ذلك لتركيب بنيتها.
ناپیژندل شوی مخ