... وأما حديث ابن عباس رضي الله عنهما ، قال الحاكم في تاريخ نيسابور عن ابن عباس رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : يثغر الغلام لسبع سنين ، ويحتلم لأربع عشرة ، ويتم طوله لإحدى وعشرين ، ويجتمع عقله لثمان وعشرين ، ثم لا يزداد بعد ذلك عقلا إلا بالتجارب ، فإذا بلغ أربعين سنة عافاه الله من أنواع البلاء ، من / الجنون والجذام والبرص ، 15 فإذا بلغ خمسين سنة رزقه الله الإنابة إليه ، فإذا بلغ الستين حببه الله إلى أهل سمائه ، وأهل أرضه ، فإذا بلغ السبعين أثبتت حسناته ، ومحيت سيئاته ، فإذا بلغ الثمانين استحيى الله تبارك وتعالى منه أن يعذبه ، فإذا بلغ تسعين سنة كان أسير الله في أرضه ، ولم يخط عليه القلم بحرف .
... وأما حديث أنس فله طرق كثيرة ، فمن أصحها ما ذكره البيهقي في كتاب الزهد ، عن أنس رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من معمر يعمر في الإسلام أربعين سنة إلا صرف الله عنه الجنون والجذام والبرص ، فإذا بلغ الخمسين لين الله حسابه ، فإذا بلغ الستين رزقه الله الإنابة ، فإذا بلغ السبعين أحبه الله ، وأحبه أهل السماء ، فإذا بلغ الثمانين قبل الله حسناته ، وتجاوز عن سيئاته ، فإذا بلغ التسعين غفر الله ما تقدم من ذنبه ، وما تأخر ، وسمي أسير الله في أرضه ، وشفع في أهل بيته .
وقال أبو يعلى الموصلي في مسنده ، يرفع الحديث ، قال : المولود حتى يبلغ الحنث ، ما عمل من حسنة كتبت لوالده، أو لوالديه ، وما عمل من سيئة ، لم تكتب عليه ، ولا على والديه ، فإذا بلغ الحنث / جرى عليه القلم ، أمر 16 الملكان اللذان معه أن يحفظا ، وأن يشددا ، فإذا بلغ أربعين سنة ، كما تقدم .
ومن شواهد هذا ما أخرجه ابن حبان عن عائشة رضي الله عنها ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : من بلغ الثمانين من هذه الأمة لم يعرض ، ولم يحاسب ، وقيل له ادخل الجنة .
مخ ۲۲