31

Disagreement of the Nation in Worship and the Doctrine of Ahl al-Sunnah wa'l-Jama'ah

خلاف الأمة في العبادات ومذهب أهل السنة والجماعة

ایډیټر

عثمان جمعة خيرية

خپرندوی

دار الفاروق

د چاپ کال

۱۴۱۰ ه.ق

د خپرونکي ځای

الطائف

الله لأمته (١)، ومن أهل الفرقة بالفرقة المخالفة للجماعة التي أمر الله بها رسوله(٢) وقال تعالى : ﴿ إِنَّ الذين فَرَّقُوا دينهم وكانوا شِيَعاً لستَ منهم في شيءٍ﴾. [الأنعام، ١٥٩] .

(١) أوسع شيخ الإسلام هذه النقطة بياناً في الوصية الكبرى ص(٦٨) وما بعدها، بتحقيقي مع الأستاذ محمد النمر، حيث أبان أنه قد يمرق من الإِسلام والسنة من ينتسب إليهما ، حتى يدّعي السنة مَنْ ليس من أهلها ، بل قد مرق منها ، وذلك بأسباب منها :

  1. الغُلُوُ في الدين، الذي ذمَّه الله تعالى في كتابه، حيث قال: ﴿ يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق ﴾ (سورة النساء ١٧١).

  2. ومنها: التفرق الاختلاف - وقد أوضحه هنا أيضاً -.

  3. ومنها : الاحتجاج بالأحاديث المكذوبة ، يسمعها الجاهل بالحديث فيصدق بها لموافقة ظنه وهواه.

  4. ومنها : اتباع الظن والهوى، كما قال تعالى في حق مَنْ ذمَّهم : ﴿إن يتبعون إلا الظنَّ وما تهوى الأنفس ﴾ (سورة النجم ٢٣ ) .

(٢) وقد اختلف العلماء في تحديد معنى الجماعة التى أمر النبي صلى الله عليه وسلم بملازمتها وحذّر من مفارقتها، وقد أجمل الشاطبي رحمه الله هذه الآراء في خمسة أقوال :

  1. أنها السواد الأعظم من أهل الإِسلام .

  2. أنها جماعة أئمة العلماء والمجتهدين .

  3. أن الجماعة هي الصحابة على الخصوص ، فإنهم الذين أقاموا عماد الدين ، وأرسوا أوتاده ، وهم الذين لا يجتمعون على ضلالة أصلاً، وقد يكون فيمن سواهم ذلك ، ويؤيد هذا : ما جاء في بعض روايات الحديث عن الفرقة الناجية من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي.

  4. أن الجماعة هي جماعة أهل الإِسلام ، إذا أجمعوا على أمر فواجب على غيرهم من أهل الملل اتباعهم .

  5. أن الجماعة هي جماعة المسلمين إذا اجتمعوا على أمير .

انظر: الاعتصام: (٢ /٢٦٠ - ٢٦٥) وقد عقد - رحمه الله - فصلاً نفيساً فيه جملة مسائل تتعلق بهذا الحديث فليراجع صفحة (١٦٦ - ٢٧١). وانظر: فتح الباري (٣٧/١٣).

وما ننتهي إليه في معنى الجماعة: أنها الفرقة التي وصفها النبي صلى الله عليه وسلم بالنجاة حيث قال: تفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ، اثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهي من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي . ومدار هذا على اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم وموافقة ما جاء به وهو الحق. فعن عمرو بن ميمون قال:" قدم علينا معاذ بن جبل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقع حبه في قلبي فلزمته حتى واريته في التراب بالشام ، ثم لزمت أفقه الناس بعده: عبدالله بن مسعود ، فذكر يوماً عنده تأخير الصلاة عن وقتها فقال : صلوها في بيوتكم واجعلوا صلاتكم معهم سبحة . قال عمرو بن ميمون؛ فقيل لعبدالله بن مسعود: وكيف لنا بالجماعة ؟ فقال لي : يا عمرو بن ميمون إن جمهور الجماعة هي التي تفارق الجماعة . إنما الجماعة ما وافق طاعة الله وإن كنت وحدك .

انظر: مجموع الفتاوى: (١٧٩/٣)، شرح أصول اعتقاد أهل السنة: (١٠٨/١-١٠٩).

31