10

Disagreement of the Nation in Worship and the Doctrine of Ahl al-Sunnah wa'l-Jama'ah

خلاف الأمة في العبادات ومذهب أهل السنة والجماعة

پوهندوی

عثمان جمعة خيرية

خپرندوی

دار الفاروق

د چاپ کال

۱۴۱۰ ه.ق

د خپرونکي ځای

الطائف

- ٢ -

● عندما ينظر المرء حوله يجد كلَّ شيء في هذا الكون قد خلقه الله تعالى لحكمة كبرى وغاية يسعى إليها، وإلا كان وجوده عبئاً، وقد تنزه الله سبحانه وتعالى عن العبث والباطل، فقال في كتابه الكريم: ﴿وما خلقنا السمواتِ والأرض وما بينهما باطلاً﴾. [سورة ص، الآية ٢٧]. والمؤمن يناجي ربه تعالى قائلاً عندما يتفكر في خلق السموات والأرض: ﴿ربَّنا ما خلقتَ هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار﴾. [سورة آل عمران، الآية ١٩١].

● والإنسان ليس بِدْعاً بين هذه المخلوقات، فلابد أن يحدد الغاية التي أُوجد من أجلها، وهو يسعى لها، كي تستقيم حياته من خلالها ويعرف سرَّ وجوده: ﴿أفمن يمشي مُكِبّاً على وجهه أَهدى أم من يمشي سوياً على صراطٍ مستقيم﴾. [سورة الملك، الآية ٢٢].

﴿أفحسِبْتُمْ أَنما خلقناكم عَبَثَاً وأنكم إلينا لا تُرْجعون﴾. [سورة المؤمنون، الآية ١١٥].

* وقد أخبرنا الله تعالى في كتابه الكريم أنه أخذ العهد على بني آدم أن يعترفوا له بالربوبية ليخضعوا له بالعبادة، فقال سبحانه وتعالى: ﴿وإذ أخذ ربك من بني آدمَ من ظهورهم ذريَّتهم وأشهدهم على أنفسهم: ألستُ برّكم؟ قالوا: بلى شهدنا، أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين﴾. [سورة الأعراف، الآية ١٧٢].

وكانت الكلمة التي تتكرر على لسان كل رسولٍ لقومه عندما يدعوهم، هي الدعوة إلى عبادة الله تعالى وحده: ﴿يا قوم اعبدوا الله مالكم من إلهٍ غيرُهُ﴾. [سورة الأعراف، الآية ٥٩].

وغدت العبادة غاية الوجود الإنساني كله، بل إن الجن كذلك غايتهم هي عبادة الله تعالى: ﴿وما خلقتُ الجنَّ والإِنسَ إلا ليعبدونِ، ما أريد منهم من

10