خیالات او احساساتو تحریر
خواطر الخيال وإملاء الوجدان
ژانرونه
ثم يضع ذراعيه إلى الأمام ويده فوق الأخرى، ويخفض رأسه غاضا الطرف ويتمتم بكلمات لا تفهم ويعمل حركات أخرى اعتدت عليها؛ لأن هذا المنظر يتكرر خمس مرات في اليوم، فيركع تارة ممسكا بركبتيه، ويسجد طورا مستندا إلى يديه بينا يمس جبينه المتجعد الحصير، وإني أعلم أنه في هذه الآونة لا يتأتى لفت نظره إلى شيء ما، إذ يصبح ما حوله كأنه لا وجود له، ولا يتسنى لأحد مقاطعته سواء أكان من أقاربه أو زائريه، بل كان الكل ينتظرونه وهم سكوت بعيدون عنه إلى أن يجلس على ركبتيه جلسته الأخيرة ويلتفت إلى كتفيه اليمنى واليسرى مسلما على الملكين الحارسين.
وأظن أنه لو كان أحد الأجانب الذين يدينون بغير الإسلام أراد أن يعتنق هذا الدين وقرأ صورة هذا المصلي لعافت نفسه هذا الدين، ونفر من هذا الرجل المضحك القذر الذي يصلي وهو عريان لا تستره غير سراويله كأنه «علي كاكا » يمثل فصوله المضحكة في أقذر أركان سوق العصر.
وقال في صفحة 66:
ولقد مرت في مخيلتي بعض أخبار أبي كما يجري الدم في شراييني، فتذكرت سيدنا جبريل الذي أملى القرآن على محمد
صلى الله عليه وسلم ، والذي اصطحبه في ليلة المعراج حينما اخترق النبي
صلى الله عليه وسلم
السموات حتى اقترب من القلم واللوح المحفوظ، الذي أعلم أن حظي أنا الغلام الصغير مخطوط فيه كجميع من يحيطون بي، وكان يخيل إلي أني أرى الملك ميكائيل الذي يرفرف بجناحيه حينما يأمر السحب والرياح بأن تبرق وترعد، والملك إسرافيل وهو واقف بالمرصاد أمام صوره وهو متهيئ لينفخ فيه يوم القيامة ليقوض أركان العالم.
ولقد طردت من خيالي بسرعة الصورة البشعة للملك الرابع من الملائكة المقربين وهو عزرائيل ملك الموت بأن حدقت إلى المركب الصغير المحفوف بالأسرار (هو المعلق على قبة الإمام الشافعي؛ لأنه كان هناك وقتئذ) فتذكرت سفينة نوح وهي ماخرة تقل جميع الحياة فوق ماء هاجه غضب الخالق.
وقال في صفحة 144:
وحينما تتلقى ملائكة السماء السابعة أوامر الله يبلغونها لجميع الملائكة في جميع السموات إلى أن تصل لسماء الأرض فتتحدث الملائكة بما علموه، فتظن الجن أن إرادة جديدة صدرت فيتسلقون فوق بعضهم إلى أن يبلغوا السماء ليسترقوا السمع من الملائكة، ثم يهبطون إلى الأرض ويذهبون إلى السحرة ليفشوا لهم أسرار الخالق؛ ولهذا السبب يعلم السحرة أسرار المستقبل، ولمنعهم وردعهم عن هذه الأعمال سلط الله عليهم الشهب الثواقب تحرقهم وتهلكهم.
ناپیژندل شوی مخ