خیالات او احساساتو تحریر
خواطر الخيال وإملاء الوجدان
ژانرونه
سمعت بعد هدء من الليل مؤذنا رخيم الصوت ينادي: حي على الفلاح، فقلت: أفلح من صدق ولا فض فوك، ولا زال يردد في الليل البهيم صدى ألحانه التي تخفف عن القلوب أثقالها، وتسكن أوصابها وآلامها، وحمدا لله على قرب انتهاء العذاب، وترنمت بقول القائل:
اشتدي أزمة تنفرجي
قد آذن ليلك بالبلج
وما لبث أن بزغ الصباح وأنقذني من عذابي المستمر، فهرولت إلى الكوة ورفعت عنها الأستار وفتحتها وناديت نداء المتهلل الظافر: سلام يا مفرج الكروب، سلام أيها المخلص من الآلام الثقال، سلام يا روح الجمال، سلام يا سر الجلال، سلام أيها النور، ألف تحية طيبة مخضلة ببليل نداك، معطرة بعرف أزهارك، تحملها الآرام الرشيقة السارحة، وتبلغكها العنادل الصادحة.
إنك تتجلى فوق الأشياء فتظهر جمالها الخفي وقبحها المستور المزيف، وتبين خائنة الأعين وما تخفي الصدور، فبارك الله فيك أيها النور! وخلدك مدى الأزمان والدهور!
أنت الذي تمنح النبات خضرته الزاهية، والأزهار ألوانها البديعة المونقة، وتطلق الطير والحيوان من سجن الليل فتنطلق وقت تبلجك من أوكارها وحظائرها متهللة صادحة باغمة: بوركت أيها النور البار.
تسل صارم سطوتك في وجوه الأشرار، فلا يظهرون وقت تجليك، وتسدد نظراتك الرائعة في وجوه الفجار، فيركنون إلى الفرار؛ خشية الفضيحة والعار.
تتجنبك السباع واثقة من أنك ترشد إليها كل قناص وصياد، وتحذر الأيائل والمها من وثبات الضراري وتمنحها حدة في أبصارها، تكفيها غائلتها وشرورها، وتخاف بطشك الهوام والجراثيم فتستكن في جحورها، وتنكمش في بؤرها.
أنت الذي تنفذ إلى العقول حينما تستغيث بك لحل المعميات فتفيض عليها من النفحات العلوية، والفيوض الربانية، ما يحل عويصها، ويظهر مكنوناتها.
أنت الذي تتجلى على الفكر فتنفحه برائع الخيال، وساحر الشعر، وبليغ القول، وجليل الحكم، فتنطلق الألسنة قائلة : سلام أيها النور، سلام يا مسير الأكوان، سلام يا ميزان الزمان. (12) الظلام
ناپیژندل شوی مخ