خیالات او احساساتو تحریر
خواطر الخيال وإملاء الوجدان
ژانرونه
وكان يقطن مع برليوز في غرفة ثانية في نفس المسكن الطالب شاربونيل وكان يدرس الصيدلة، وهو صديق برليوز ومن البلد التي ولد فيها، وقد حضر دورتيج المحرر في جريدة «لاكوتيديين» وصديق برليوز لزيارته فلم يجده فانتظر قليلا، فحضر شاربونيل قبل برليوز وجلس يحادث ضيف صديقه وأخبره في سياق الحديث أن الدكتور برليوز أراد أن يكون ابنه طبيبا، وأرسله إلى مدرسة الطب ولكنه لم يستطع أن يستمر في مادة لا يميل إليها، وعكف على دراسة الموسيقى، ودخل الكونسرفاتوار، ولما تقدم لجائزة روما لأول مرة رفضت اللجنة أن تمنحها له؛ لأنهم كانوا يعبدون القديم ويكرهون كل حديث، فلذلك حرمه أبوه من المرتب الذي كان يعيش به، فاضطر أن يعطي دروسا موسيقية بفرنك واحد للدرس ليستطيع أن يعيش، وما كان هذا البؤس ليثني عزيمته أو يفل من شجاعته فاستمر بصبره المعهود ونضاله حتى تغلب على جميع الصعاب، فقال له دورتيج:
إنني أريد أن أكتب عنه مقالة في «الكوتيديين» وقد أخبرني رفيقه في الكونسرفاتوار المسيو مونفور بأنه يكتب أوبيرا اسمها «القضاة الأحرار»، فدهش من قوله وقال له: إن برليوز قد اعتراه في هذه الأيام قلق واضطراب كبر كان يريد أن ينفجر، وقد حصل له هذا الانقلاب ليلة أن شاهد الممثلة الأرلندية التي تمثل مع الجوق الإنكليزي بمسرح الأودييون.
دورتيج :
هي هاريت سمتسون ويقال: إنها خليلته.
شاربونيل :
خليلته؟ ... إنها لا تعرفه ولم تخاطبه قط، وغاية الأمر أنه رآها ومن تلك اللحظة وهو في شيء من الذهول والارتباك، وطفق يجوب المدينة كالمجنون ثم سكن هذه الدار؛ لأنها مواجهة للمنزل الذي تسكنه هذه الممثلة ونافذته مطلة على نافذتها، وقد تمر عليه ساعات وهو مترقب في النافذة ويرسل إليها رسائل خالية من المعنى، وإني أخشى أن يصيبه مس.
دورتيج :
أواه!
شاربونيل :
إنه لا يشتغل أبدا! ... وقد تحدثت عن القضاة الأحرار؟ ... وا أسفاه! ... أتعرف كيف يقضي وقته في غيبتي؟ ... إنه يقطع وقته في الغناء، وقد سمعته عدة مرات قبل الدخول إلى الغرفة يغني قطعا من أغاني الفودفيل السخيفة! فجاء برليوز المعجب بجلوك وفيبر! ثم فتش في أوراقه وأخرج منها عدة قطع أراها لدورتيج.
ناپیژندل شوی مخ