خیالات او احساساتو تحریر
خواطر الخيال وإملاء الوجدان
ژانرونه
لم ير الشرق سيدة تضارعها جمالا وكمالا وأنفة وذكاء ورقة وكرما، وعلما بأحوال الممالك وسياستها وعاداتها، تحسن أغلب اللغات الإفرنجية.
ابنة ذاك الأمير الجليل مصطفى باشا فاضل، وهو أول من سعى وراء الدستور قبل مدحت باشا بعدة سنين، وكان من وزراء السلطان عبد المجيد، وقد نفي في باريس بسبب بحثه وراء الحرية، وقد أنبتها نباتا حسنا، وكلف المعلمين الأكفاء بتربيتها وتهذيبها منذ صغرها، فدرست العربية والتركية والفارسية والفرنسية والإنجليزية والطليانية والألمانية والبيانو والأشغال اليدوية.
الأميرة نازلي فاضل.
تزوجت من صغرها من خليل باشا شريف أخي علي باشا شريف، وقد خدم زوجها الدولة العلية فكان وزيرا للنافعة وسفيرا لها في لندرة وفينا وباريس وبرلين، وكانت تعيش معه في هذه العواصم، وهي موضع الإعجاب والإجلال عند الغربيين لجمالها وتربيتها وآدابها السامية وفصاحة لسانها.
ولقد دهش البرنس بسمارك من مواهبها النادرة، ومما يؤثر عن المركيز سالسبوري أنه حينما أرسل إلى الآستانة السير دروموند ولف أوصاه بأن لا يعمل شيئا بخصوص مصر قبل استشارة الأميرة نازلي فاضل.
كان السلطان عبد الحميد يجلها ويحترمها ويعطيها من الحرية في القول والحكم أمامه في محادثته ما لو نطق به أعظم عظيم لكان جزاؤه النفي.
وكان يمنحها كل شهر مائة وخمسين جنيها لما لها من المكانة عنده، ولسابق خدمات أبيها وزوجها للدولة العلية.
كانت تميل كل الميل إلى محاثة كبار العقول وعظماء الأمة ومنافستهم في الأحوال الاجتماعية والسياسية، كما أنه ما من كاتب من كبار كتاب الغربيين والسياسيين ومشاهيرهم وأمرائهم يعرج على مصر إلا ويقابلها ويستمد رأيها.
يرى الداخل في بهوها الذي رتب على أجمل شكل وأحسن نسق أن جدرانه تكاد تستره صور عظماء الدولة ومشاهير الرجال وكثير من الأسرة الخديوية، وشائق الصور الزيتية اليدوية والأثاث الثمين، وقد وضع على أجمل ذوق، والنباتات الجميلة وقد زادته بهاء ورونقا، وكان لها غرام عظيم بالأزهار، وكانت مدام إيجيرت ترسل لها كل يوم جميل الأزهار وأندرها فترتبه في الآنية البديعة الصنع، حتى بلغ من فرط شغفها بها أنها حينما تستيقظ في الصباح تهرول إليها وتغير ماء آنيتها، وترمي ما ذبل من الأزهار، ولا تدع واحدة من أتباعها تمد يدها إليها، وكانت تحب الموسيقى وتعد من أمهر الموقعات على البيانو.
زارها المسيو دوجير فيل الكاتب الشهير في أوائل سنة 1905 ليستمد بسديد آرائها، ويستطلع فكرها لتكون نموذجا في كتابه عن المرأة المصرية، وكان في حضرتها المرحوم الشيخ محمد عبده مفتي الديار المصرية، وابن أخيها الأمير حيدر باشا فاضل وهو أعظم شاعر في اللغة الفرنسية بمصر، وقد نشر كثيرا من شعره في «الجورنال دوكير» وألقى بعضا من قصائده في نادي المدارس العليا.
ناپیژندل شوی مخ