خواطر حمار
خواطر حمار: مذكرات فلسفية وأخلاقية على لسان حمار
ژانرونه
فقال للمربية: انتظري، سأربط منديلي في رقبته بدل اللجام، وحاول جاك أن يلف منديله حول عنقي ولكنه كان صغيرا لا يحيط به، فأعطته الدادة منديلها وكان أيضا صغيرا لا يكفي.
فكاد جاك يبكي لأنه لم يجد ما يستطيع أن يقودني به، وقال للمربية: ما العمل إذن؟
فأجابته: لنذهب أولا إلى القرية نطلب لجاما أو حبلا، هلمي فانزلي يا روز. ولكن روز تعلقت برقبتي وقالت: لا، أنا لا أريد النزول، أنا أحب أن أبقى فوق ظهره حتى يوصلني إلى المنزل.
فأجابت المربية: كيف ذلك وليس معنا لجام نقوده به؟ وانظري فإنه واقف لا يتحرك كأنه حمار من خشب.
فقال جاك: انتظري يا دادتي وسترين، فأنا أعرف أن اسم هذا الحمار كديشون كما أخبرتني الأم ترانشيه، وها أنا سألاطفه وأقبله وأظنه بعد ذلك سيتبعني بغير لجام.
واقترب مني جاك، وقال لي في أذني بصوت خافت: امش يا كديشون، أرجوك أن تمشي؟
فتأثرت بما بدا من هذا الطفل من الثقة بي، ولاحظت أنه بدلا من أن يطلب عصا يضطرني بها إلى التقدم فإنه فكر في طريقة ودية طيبة، ولذلك لم يكد يتم كلمته السابقة حتى أخذت أسير أمامهم.
فقال جاك: أرأيت يا دادتي، إنه يفهم كلامي، وهو يحبني؟ وكان مبتهجا، وقد احمر وجهه ولمعت عيناه فرحا، ثم تقدمني ليعرفني الطريق، فقالت الدادة: هل تظن أن حمارا يفهم شيئا؟ إنه مشى لأنه مل الوقوف هنا، فأجاب جاك: ولكن أنت ترين أنه يتبعني!
فقالت الدادة: ذلك لأنه يشم الخبز الذي في جيبك.
فقال جاك: أتحسبين أنه جائع؟
ناپیژندل شوی مخ