رجال الفكر والتماثيل
يعتبر رجال الفكر في جميع أنحاء العالم المصابيح التي سارت البشرية على هداها، وكلما زادت الحضارة في دولة زاد اعتزازها برجال الفكر والأدب فيها.
وما من دولة زرتها في أوروبا الشرقية أو الغربية إلا وجدت تماثيل الأدباء ورجال الفكر ترصع ميادينها، شهادة على أنها دولة ذات سبق في ميادين الفكر والفن.
البلد الوحيد الذي تتخفى فيه تماثيل رجال الأدب والفن وراء الجدران هي مصر، تماثيل قليلة ومستورة أيضا، وكأنما نخجل أن بلادنا قد ولدت رفاعة رافع الطهطاوي، ومحمود سامي البارودي، وأحمد شوقي، وطه حسين، وسيد درويش وغيرهم ممن تركوا بصمات فنهم على الفن العربي جميعه.
وقد ذكرني ما كتبه القصاص الرائد يوسف جوهر في مفكرته يوم الأحد الماضي بهذا التقصير الذي نصر أن تكافئ به مصابيح حياتنا الفكرية والفنية، والذين على مشرق هداهم سار الأدب والفن في مصر وفي البلاد العربية جميعا.
وفوجئت في مفكرة الأستاذ يوسف جوهر أن قاعدة تمثال ميدان التحرير خالية، وكأني لا أمر في ميدان التحرير عشرات المرات في اليوم الواحد، ولكن الفراغ دائما لا يوحي بشيء ... كانت القاعدة الخالية تتمثل لي وكأننا نبني تمثالا للفراغ أو للإجداب أو للاشيء، وعندنا العمالقة والرواد والشموس.
وإنني أتقدم باقتراح أن نقيم على هذه القاعدة الخالية تمثالا لآخر من تركنا من الخالدين! وهو الدكتور طه حسين.
لن نخلد طه حسين بتمثال في ميدان التحرير، وإنما سنخلد العبقرية المصرية التي تخرج الأدب العربي الحديث على يديها.
بمثله تشرف مصر ، ومثله في مصر ممن يستحقون التماثيل المعلنة كثيرون، علينا أن نجد لتماثيلهم الميادين في الأيام القادمة، وإنما المهم أن نبدأ.
لا تستوي الحسنة ولا السيئة
ناپیژندل شوی مخ