إن الدماء التي تجري في عروقهم حقد، والسائل الذي تمجه أقلامهم كراهية، لقد تغذوا فما تغذوا بغير الحقد والكراهية، ولقد شبعوا وأتخموا فما شبعوا ولا أتخموا إلا بالحقد والكراهية.
وهم منذ نشئوا يبذرون بذور الشقاق بين أبناء هذا الشعب، ويشعلون نيران المقت ويطفئون إشراقات المودة ويجففون رحيق الحب.
ولكن الشعب أصيل، رفض مقتهم وحقدهم وظل قلبه نقيا لا يعرف إلا الحب.
وزال زمان الحقد، وجاء عهد يقول إن الحقد هو شر ما يعانيه الإنسان، فطار صوابهم، فإنهم بغير هذا الحقد يموتون، إنه النار تشتعل بين جنباتهم ويريدون أن يشعلوها بين جنبات الشعب أجمعين، ولكن العهد يقول الحب، فإلى أي وجهة يتجهون بنار الحقد فيهم؟
أيحترقون وحدهم؟ وكيف؟ أين يفرغون النار اللاهبة في نفوسهم؟ لا حيلة لهم إلا أن يهتفوا بالحقد ويعظموه ويبذروه.
ولكنهم مساكين، لقد فشلوا أن يبذروا الحقد وينموه حين الأرض، أرض الكراهية والأجواء أجواء الحقد، فكيف بهم اليوم وهم يريدون أن يبذروا الكراهية في أرض الحب وفي أجواء المودة والتعاطف والتآخي والتآزر والحب؟ حبط سعيهم وخاب رجاؤهم وانتكس عليهم عملهم، وتحيا مصر الحبيبة لا ترعى إلا الحب ولا ينتشر في سمائها إلا الود والإخاء ... تحيا مصر.
القانون هو الحياة والحرية
الأهرام - العدد 32715
6 يوليو 1976
من القواعد القانونية الأساسية أنه لا جريمة ولا عقوبة إلا بنص، ومعنى ذلك أن القانون وحده هو الذي ينشئ العقوبات على الجرائم، وهذه العقوبات هي في الواقع التي تحدد الأعمال المجرمة والتي لا يجرمها المجتمع، وإذن فالنصوص وحدها هي التي تجعل الفعل جريمة أو غير جريمة.
ناپیژندل شوی مخ