فإذا رميت أصابني سهمي
هناك أيد خفية، وهي أيد ثقيلة تحركها أكبر دولتين في العصر الحديث، ولكن كيف استطاعت هاتان الدولتان أن تحرضا شعبا أن ينتحر.
من يستطيع أن يتصور أن تخطط أمريكا لتمزيق لبنان، وتقدم روسيا السلاح لينفذ به تخطيط أمريكا؟ الدولتان اللتان تقفان على طرفي النقيض من العالم تتفقان؟ ثم يتبلور اتفاقهما أول ما يتبلور على لبنان وشعب لبنان؟ ويدفعان الشعب السوري ليكون أداتهما معا، وهما - لا شك - قد أغرياه أن يأخذ جزءا من لبنان بدلا من الجولان، ويستطيع بذلك زعماء سوريا أن يقيموا الأفراح ويطلقوا الحناجر بالخطب التي يقوم عليها حكمهم أنهم قد انتصروا وكسبوا لسوريا أرضا جديدة، لعل الشعب ينسى أرضه القديمة.
ولعل الشعب يرضى، وهم يأملون ألا يفكر الشعب أن أرض لبنان لا يمكن أن تكون لسوريا، فالدولتان عربيتان، والإنسان لا يكسب شيئا إذا نقل مبلغا من المال من جيبه في اليمين إلى جيبه في الشمال، ولكن الأرض تكون كسبا إذا استولينا عليها من عدو اغتصبها، كأرض سيناء التي استرجعناها، وكقناة السويس التي استردتها الجيوش العربية.
لهفي على لبنان، يحيط به الظلم الفادح من الدولتين الكبيرتين، والطمع والجشع من الدولة الشقيقة، ولعب الأطفال ومجانين الزعامة ومخبولي الانقلابات ... لهفي على لبنان!
بيوت كالعتيق
رحم الله شوقي حين قال في قصيدته الخالدة «مصائر الأيام» يصف معاهد الدراسة:
وتكسر فيهم غرور الثراء
وزهو الولادة والمنصب
بيوت منزهة كالعتيق
ناپیژندل شوی مخ