فلما أفاق موسى صلى الله عليه قال: { سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين } [الأعراف: 143]، يقول: لو ابتليتني وأريتني وأظهرت لي من بعض ما سألتك مما أهلكت به الجبال الراسية لما قام بها جسمي، ولأهلكتني بقليلها ولما احتمل ذلك لطيف خلقي، وضعف مركبي، أنظر إلى عظيم ما ذهبت به الجبال الراسية، فلك الحمد على ما صرفت عني من ذلك رحمة منك بي، وتفضلا علي وزيادة وإحسانا إلي.
فهذا معنى قوله:{ أنظر إليك{ ، لا ما ذهب إليه من جهل، وزعم أن الله يرى، سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا، كيف وهو يقول في كتابه: { لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير } [الأنعام:103].
مخ ۶۲۱