171

د دنیا سیدانو خصائص

«خصائص سيد العالمين وما له من المناقب العجائب على جميع الأنبياء عليهم السلام» (مطبوع مع: منهج الإمام جمال الدين السرمري في تقرير العقيدة)

ایډیټر

رسالة ماجستير، قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة - كلية أصول الدين - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

خپرندوی

(بدون)

شمېره چاپونه

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

ژانرونه

فإن قيل: إن سليمان ﵇ سُخرت له الرّيح تسير به في بلاد الله تعالى، وكان غدوّها شهرًا ورواحها شهرًا، قلنا: الذي أعطي محمّد ﷺ أعظم فإنه سار في ليلة واحدة من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وهو مسيرة شهر، وعرج به في ملكوت السموات مسيرة خمسين ألف سنة في أقلّ من ثُلث ليلة فدخل السموات سماءً سماءً، ورأى عجائبها، وطيف به في الجنّة، وعرضت عليه النار، وعرضت عليه أعمال أمّته، وصلى بالأنبياء وبملائكة السموات، وخرق من الحُجُب ما لا يعلمه إلا الله، وأراه الله من آياته الكبرى، ثم دنا فتدلى، فكان قاب قوسين أو أدنى، فأوحى إلى عبده ما أوحى، وأعطاه الله تعالى خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش، وعهد إليه أن يظْهر دينه على الأديان كلّها حتى لا يبقى في شرق ولا غرب إلا دينه، أو يؤدّي إلى (١) أهل دينه الجزية عن يد وهم صاغرون، وفرض عليه الصلوات الخمس، ولقي
موسى عليهما الصلاة والسلام، وسأله مراجعة ربه تعالى في التخفيف عن أمّته مرارًا؛ هذا كله في بعض ليلةٍ فأيّما أعجب.
فإن قيل: (إنّ) (٢) سليمان سُخرت له الجن وأنها كانت تعتاص عليه حتى يصفّدها كما ذكر الله تعالى: ﴿وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ﴾ [ص: ٣٨]، قيل: ما أعطي محمد ﷺ أعظم وذلك أن النّفر التسْعة (٣) الذين هم أشراف الجن وعظماؤهم (٤) [ق ٤١/ظ] الذين وصفهم الله تعالى فقال: ﴿وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ ...﴾ الآية [الأحقاف: ٢٩]

(١) في ب "إليه"، وهو خطأ.
(٢) "إن" ليس في ب.
(٣) اختلف أهل التأويل في مبلغ عدد النفر الذين قال الله: ﴿وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ﴾ [الأحقاف: من الآية ٢٩] فقال ابن عباس: كانوا سبعة نفر من أهل نصيبين وهم أشراف الجن وساداتهم، وقال زر بن حبيش: بل كانوا تسعة نفر، أحدهم زوبعة. انظر: تفسير الطبري (٢٢/ ١٣٤ - ١٣٥).
(٤) اختلف أهل التأويل في مبلغ عدد النفر الذين قال الله: ﴿وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ﴾ [الأحقاف: من الآية ٢٩] فقال ابن عباس: كانوا سبعة نفر من أهل نصيبين، وقال زر بن حبيش: بل كانوا تسعة نفر، أحدهم زوبعة. انظر: تفسير الطبري (٢٢/ ١٣٥).

1 / 455