111

د دنیا سیدانو خصائص

«خصائص سيد العالمين وما له من المناقب العجائب على جميع الأنبياء عليهم السلام» (مطبوع مع: منهج الإمام جمال الدين السرمري في تقرير العقيدة)

ایډیټر

رسالة ماجستير، قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة - كلية أصول الدين - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

خپرندوی

(بدون)

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

ژانرونه

موسى ﵇ بالملاينة لفرعون لما كان فيه من الفظاظة والغلظة وقال له ولأخيه: ﴿فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا﴾ [طه: من الآية ٤٤]، وذكر عن محمّد ﷺ الملاينة والرأفة وأمره بضدّها فقال: ﴿وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ﴾ [التوبة: من الآية ٧٣] وإنّ لكلّ مقام مقالًا، والذي اشتهر من حال موسى ﵊ الحدّة وقلة التماسك عند ورود الملمات عليه كما فعل في إلقاء الألواح وفي أخذه برأس أخيه ولحيته وجرّه إليه، وروى زيد بن (أسلم) (١) عن أبيه: "أن موسى ﵇ كان إذا غضب اشتعلت قلنسوته نارًا" من شدّة غضبه ذكره الثعلبي (٢)، ومحمد ﷺ بُولغ في أذاه وفي خِلافه (٣) وعداوته حتى ألقوا على ظهره السَّلا والفرث والدّم وهو ساجد، وضربوه حتّى أدموه إلى غير ذلك من أصناف الأذى فعلًا وقولًا، فقال: «اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون» (٤)، فكان عاقبة الصّبر النصر، وأثنى الله تعالى عليه ﷺ في سَعَةِ خُلقه وحسن سيرته وجميل صبره فقال: ﴿وَإِنَّكَ (٥) لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم: ٤]؛ وأما شوقهُ ﷺ إلى ربّه تعالى ولقائه (فإنّه) (٦) حين جاءه (٧) نصر الله والفتح ودخل الناس في دين الله أفواجًا، وأكمل له الدّين وأتم عليه النعمة، وكان العيش عند ذلك مطلوبًا وطول البقاء في الدنيا محبوبًا مَرِض فَخُيّر بين الحياة وبين لقاء رَبّه، فاختار لقاء ربّه ولم يزل يقول: «الرفيق الأعلى» (حتى) (٨) قُبض ﷺ (٩)، وموسى

(١) "أسلم" ليس في ب.
(٢) لم أقف عليه في كتب الثعلبي، وقد أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (٦١/ ١٦١)، وذكره ابن القيم في الروح (١/ ٢٣٤)، ١٣٩٥، دار الكتب العلمية، بيروت.
(٣) في ب "بولغ في أذاه بخلافه".
(٤) أخرجه البخاري (٤/ ١٧٥)، كتاب أحاديث الأنبياء، باب حديث الغار، ح ٣٤٧٧.
(٥) في ب ﴿إِنَّكَ﴾ بدون الواو.
(٦) "فإنه" ليس في ب.
(٧) في ب "جاء" بدون الهاء.
(٨) "حتى" ليس في ب.
(٩) أخرجه البخاري (٦/ ١٠)، كتاب المغازي، باب مرض النبي ﷺ ووفاته، ح ٤٤٣٨، من طريق عائشة ﵂، بلفظ: «في الرفيق الأعلى»؛ وأخرجه مسلم (٤/ ١٨٩٤)، كتاب فضائل الصحابة رضي الله تعالى عنهم، باب في فضل عائشة رضي الله تعالى عنها، ح ٢٤٤٤، بلفظ: «اللهم الرفيق الأعلى».

1 / 395