103

د دنیا سیدانو خصائص

«خصائص سيد العالمين وما له من المناقب العجائب على جميع الأنبياء عليهم السلام» (مطبوع مع: منهج الإمام جمال الدين السرمري في تقرير العقيدة)

ایډیټر

رسالة ماجستير، قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة - كلية أصول الدين - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

خپرندوی

(بدون)

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

ژانرونه

يوم دخل المدائن لأنه أراد المقام بها، وكانت أول جمعة جمعت بالمدائن، واتّخذ سعد ﵁ الإيوان مصلّى للأعياد واتخذ فيه منبرًا؛ فقد تبين فضل محمد ﷺ على موسى ﷺ وفضل أمّة محمد ﷺ على أمة موسى ﷺ، وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلًا.
فإن قيل [ق ٢١/و]: إنّ موسى ﵊ أتى فرعون وقومَه بالعذاب الأليم الجراد والقمل والضفادع والدّم على ما أخبر الله تعالى في كتابه، قلنا: نعم هو كذلك وكان لموسى ﵊ من المنزلة أعظم من هذا، ولكن لمحمّد ﷺ أعظم من ذلك، فإنّ قريشًا لمّا عتوا وتجبّروا ولم يجيبوا (١) إلى الإسلام دعا عليهم محمد ﷺ أن يعينه عليهم بسنين كسني يوسف فقال: «اللهم اشدد وطأتك على مُضَر واجعلها عليهم سنين كسني يوسف» (٢)، فتوالت عليهم السنون بالجَدْب حتى أكلوا العظام والجيف وكان أحدهم ينظر فيما بينه وبين السّماء فيرى كهيئة الدّخان قال الله تعالى: ﴿فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (١٠) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [الدخان: من الآية ١١] (فقالوا) (٣): ﴿رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ﴾ [الدخان: ١٢] فقال الله تعالى: ﴿إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (١٥) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ﴾ [الدخان: ١٥ - ١٦] يعني: يوم بدر فإنه لما كشف عنهم
العذاب في الأولى عادوا إلى كفرهم فسلّط الله تعالى عليهم رسوله ﷺ فانتقم منهم بأن جعل هلاكهم بسيفه، فشفى صدره وصدور (٤) المؤمنين منهم (٥).

(١) في ب "يحببوا".
(٢) أخرجه البخاري (١/ ١٦٠)، كتاب الأذان، باب يهوي بالتكبير حين يسجد، ٨٠٤؛ وأخرجه مسلم (١/ ٤٦٦)، بنحوه في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب استحباب القنوت في جميع الصلاة إذا نزلت بالمسلمين نازلة، ح ٦٧٥.
(٣) "فقالوا" ليس في ب.
(٤) في ب "وصدر".
(٥) تقدم تخريجه، انظر: ص ٣٣٤.

1 / 387