بَاب ستْرَة ﷺ بالحجاب عَن عين العوراء بنت حَرْب
قَالَ الله تَعَالَى ﴿وَإِذا قَرَأت الْقُرْآن جعلنَا بَيْنك وَبَين الَّذين لَا يُؤمنُونَ بِالآخِرَة حِجَابا مَسْتُورا﴾ وَقَالَ تَعَالَى ﴿وَجَعَلنَا من بَين أَيْديهم سدا وَمن خَلفهم سدا فأغشيناهم فهم لَا يبصرون﴾
اخْرُج ابو يعلى وَابْن ابي حَاتِم وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن اسماء بنت ابي بكر قَالَت لما نزلت ﴿تبت يدا أبي لَهب﴾ اقبلت العوراء بنت حَرْب وَلها ولولة وَفِي يَدهَا فهر وَالنَّبِيّ ﷺ جَالس فِي الْمَسْجِد وَمَعَهُ أَبُو بكر فَلَمَّا رَآهَا أَبُو بكر قَالَ يَا رَسُول الله قد أَقبلت وَأَنا أَخَاف أَن تراك قَالَ انها لن تراني وَقَرَأَ قُرْآنًا فاعتصم بِهِ فوقفت على أبي بكر وَلم تَرَ رَسُول الله ﷺ فَقَالَت يَا أَبَا بكر أَنِّي اخبرت ان صَاحبك هجاني قَالَ لَا وَرب هَذَا الْبَيْت مَا هجاك فَوَلَّتْ وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ من وَجه آخر عَن اسماء بِنَحْوِهِ وَفِيه فَقَالَ وَالله مَا صَاحِبي بشاعر وَمَا يدْرِي مَا الشّعْر فَقَالَ النَّبِي ﷺ قل لَهَا تَرين عِنْدِي أحدا فَإِنَّهَا لن تراني جعل بيني وَبَينهَا حجاب فَسَأَلَهَا أَبُو بكر فَقَالَت أتهزأ بِي وَالله مَا أرى عنْدك أحدا
وَأخرج ابْن ابي شيبَة وَأَبُو نعيم عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لما نزلت ﴿تبت يدا أبي لَهب﴾ جَاءَت امْرَأَة أبي لَهب فَقَالَ أَبُو بكر يَا رَسُول الله لَو تنحيت عَنْهَا فَإِنَّهَا امْرَأَة بذئة اللِّسَان قَالَ انه سيحال بيني وَبَينهَا فَلم تره فَقَالَت يَا أَبَا بكر هجانا صَاحبك قَالَ وَالله مَا ينْطق بالشعر وَلَا يَقُوله قَالَت انك لمصدق فاندفعت رَاجِعَة فَقَالَ أَبُو بكر يَا رَسُول الله مَا رأتك قَالَ كَانَ بيني وَبَينهَا ملك يسترني بجناحه حَتَّى ذهبت
1 / 213