فَأَخْبرهَا ان بَطْنه شقّ ثمَّ طهر وَغسل ثمَّ أُعِيد إِلَى آخر مَا تقدم وَزَاد فِيهِ فَفتح جبرئيل عينا من مَاء فَتَوَضَّأ وَمُحَمّد ﷺ ينظر إِلَيْهِ فَغسل وَجهه وَيَديه إِلَى الْمرْفقين وَمسح بِرَأْسِهِ وَرجلَيْهِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ثمَّ نضح فرجه وَسجد سَجْدَتَيْنِ مُوَاجهَة الْبَيْت فَفعل مُحَمَّد كَمَا رأى جبرئيل يفعل
وَأخرجه ابو نعيم من وَجه ثَالِث عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة مَوْصُولا بِالزِّيَادَةِ الْأَخِيرَة قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَمَا ذكر فِيهِ من شقّ بَطْنه يحْتَمل ان يكون حِكَايَة مِنْهُ لما صنع بِهِ فِي صباه وَيحْتَمل ان يكون شقّ مرّة اخرى ثمَّ مرّة ثَالِثَة حِين عرج بِهِ إِلَى السَّمَاء
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ من طَرِيق إِبْنِ اسحاق قَالَ حَدثنِي عبد الْملك بن عبد الله بن أبي سُفْيَان بن الْعَلَاء بن جَارِيَة الثَّقَفِيّ عَن بعض أهل الْعلم ان رَسُول الله ﷺ حِين أَرَادَ الله كرامته وابتدأه بِالنُّبُوَّةِ كَانَ لَا يمر بِحجر وَلَا شجر إِلَّا سلم عَلَيْهِ وَسمع مِنْهُ فيلتفت رَسُول الله ﷺ خَلفه وَعَن يَمِينه وَعَن شِمَاله وَلَا يرى إِلَّا الشّجر وَمَا حوله من الْحِجَارَة وَهِي تحييه بِتَحِيَّة النُّبُوَّة السَّلَام عَلَيْك يَا رَسُول الله وَكَانَ رَسُول الله ﷺ يخرج إِلَى حراء فِي كل عَام شهرا من السّنة يتنسك فِيهِ حَتَّى إِذا كَانَ الشَّهْر الَّذِي اراد الله بِهِ مَا اراد من السّنة الَّتِي بعث فِيهَا وَذَلِكَ الشَّهْر رَمَضَان خرج رَسُول الله ﷺ كَمَا كَانَ يخرج حَتَّى إِذا كَانَت اللَّيْلَة الَّتِي اكرمه الله تَعَالَى فِيهَا برسالته ورحم الْعباد بِهِ جَاءَهُ جبرئيل بِأَمْر الله تَعَالَى قَالَ رَسُول الله ﷺ فَجَاءَنِي وَأَنا نَائِم فَقَالَ إقرأ قلت مَا اقْرَأ فغطني حَتَّى ظَنَنْت انه الْمَوْت ثمَّ كشفه عني فَقَالَ اقْرَأ قلت وَمَا أَقرَأ فَعَاد لي بِمثل ذَلِك ثمَّ قَالَ اقْرَأ قلت وَمَا اقْرَأ فَقَالَ ﴿اقْرَأ باسم رَبك الَّذِي خلق﴾ الى قَوْله ﴿مَا لم يعلم﴾ ثمَّ انْتهى فَانْصَرف عني وهببت من نومي فَكَأَنَّمَا صور فِي قلبِي كتاب وَلم يكن فِي خلق الله أبْغض إِلَيّ من شَاعِر اَوْ مَجْنُون فَكنت لَا اطيق أنظر اليهما فَقلت إِن الْأَبْعَد يَعْنِي نَفسه لشاعر أَو مَجْنُون ثمَّ قلت لَا يتحدث عني قُرَيْش بِهَذَا أبدا لأعمدن إِلَى حالق من الْجَبَل فلأطرحن نَفسِي مِنْهُ فلأقتلنها فلأستريحن فَخرجت مَا
1 / 159