Khasa'is al-Tarakib Dirasah Tahliliyya li-Masa'il 'Ilm al-Ma'ani
خصائص التراكيب دارسة تحليلية لمسائل علم المعاني
خپرندوی
مكتبة وهبة
د ایډیشن شمېره
السابعة
ژانرونه
الشعر، وفي الكتاب أدلة ظاهرة على أن الشيخ ﵀ لم يكتب كل الذي عنده في علم المعاني وإنما كان يفتح باب مسائل ثم يرجع عنها واعدا بوفائها ثم أعجله نداء ربه، والمهم أن كتابه ما دام دليل النبوة فهو من هذه الجهة في أصول الدين، ثم هو مؤسس على الشعر جاء في الكشف عن أسرار الشعر وأحواله ودقائقه ووسائل بيانه، وبهذا نرى كتب أصول الدين تؤسس على الشعر وبتني عليه وتتخذ منا لشعر معدنا لها، ولو قلت أن الشعر أسسا علومنا وأصل من أصول الدين لم تكن قد تجاوزت الحقيقة، وهذا الأمر هو الذي يجعل الزمخشري يجمع ما تراجزت به الأعراب على أقواه القلب وما تماتنت به قراضبة نجد وتهامة، والقراضبة هم اللصوص والفتاك وفصاحتهم أنقى، ويقول إن هذا الذي جمعه من أفواه فتاك العرب ولصوصها وأراجيز ورعاتها هو أساس البلاغة، وعلم الإعجاز الذي هو برهان النبوة وحجة الله القائمة على الخلق، وقد أصاب رحخه الله ورجى على ماجرى عليه علماء السلف رضوان الله عليهم الذين تسلسل إليهم العلم من علماء الصحابة رضوان الله عليهم، والذين أخذوه عن رسول الله ﷺ وانتقل إلينا سلسلا من سلسل حتى أتانا وأتانا به اليقين.
فإذا كنت أقول إن علم الشعر هو أصل علومنا فلا يفزعنك ذلك ولا تستغربه واعلم أن علوم الأمة كلها من نحو وصرف وبلاغة وتفسير وحديث وعقائد وفقه وأصول فقه. كلها مرتكزة على هذا الشعر وقائمة على متونه، لأنه هو اللسان، وكان القرآن بين أيدي علمائنا وهم يستخرجون أصول العربية ولكنهم سلكوا سبيل الهدي لما استخرجوا هذه الأصول من الشعر لأن الغاية هي حفظ اللسان الذي ينزل به القرآن ولن يحفظ القرآن إلا بحفظ لغته، ولو وقف علماؤنا عند القرآن وتركوا الشعر لضاع منهم الكثير لأن كثيرا من صيغ العربية واشتقاقاتها لم قع في القرآن، فالشعر هو الدائرة الأوسع التي إذا حفظناها نكون قد أقمنا حول كتاب الله ثوابت من المعارف المؤسسة على أصول من المنهج الصحيح، تظل بين يدي الذاكر الحكيم تهيء لسماعه وفهمه، وتذوق بلاغته وأسرار بيانه.
1 / 7