خریده القصر و جریده العصر
خريدة القصر و جريدة العصر
وهل يَستحسِن الإِنسان روضًا ... إِذا ما حلّه شَوْكُ القَتاد
وقوله في الغزل والعذار:
لي حبيبٌ كالبدر حسنًا وبُعْدا ... وقضيبِ الأَراك لِينًا وقَدّا
قلت لما بدت له شعَراتٌ ... ليتها للوُشاة لن تتبدّا
جَلَّ مَنْ أَنبت البنفسَج في الور ... د وسمّاها عِذارًا وخَدّا
قمرٌ كلّما تبسّم قابلْتُ عقيقًا حوى من الدُرّ عِقدا
حاك في وجهه الجمال كما أَلحَمَ في جسميَ السَّقام وأَسدى
وقوله من قصيدة:
مَنْ لي بمعسول الثَّنايا عَذْبِها ... لَدْنٍ كخُوط البانة المتأَوِّدِ
أَبدًا هواه لي مُقيمٌ مُقعِدٌ ... رُوحي فِداه من مُقيمٍ مُقْعِد
ولقد نعِمْتُ بوَصله في نَيْرَبٍ ... أَلِف الربيع بروضه الغصن النّدي
أَزهارُه من جَوْهرٍ، ونسيمه ... من عنبر، وثمارُه من عَسْجَد
وعلى الغصون من الحمائم قَيْنَةٌ ... تُغْنيك عن شدْوِ الغَريضِ ومَعْبَد
والماءُ في بردى كأَن حَبابَه ... بَرَدٌ حَبَتْهُ الريح غير مُجمَّد
بينا تراه كالسَّجَنْجَل ساكنًا ... حتى تراه أَجعدًا كالمِبْرد
ومن أخرى:
دمشقُ حُيِّيتِ مِنْ حَيٍّ ومن نادِ ... وحَبَّذا حَبَّذا واديك من وادِ
ليس النَّدامى نَدامى حين تَنْزِله ... يَعُلُّهم شادِن كأسًا على شاد
حقًّا وللوُرْق في أَوْراقه طربٌ ... كأَنَّ في كلّ عود أَلْفَ عَوّاد
يا غاديًا رائحًا عَرِّج على بردى ... وخلّني من حديث الرائح الغادي
كم قد شربتُ به في ظِلّ داليةٍ ... من ماء داليةٍ تُنْبيك عن عادِ
في جنْبِ ساقيةٍ من كفّ ساقيةٍ ... قامت تَثنّى بِقَدٍّ غير مُنْآد
سَمْراء كالصَّعْدة السّمراء واضحة ... يَشفي لَمى شفتيْها غُلَّةَ الصّادي
لها بعَيْني إِذا ماست عواطفُها ... جمالُ ميّاسةٍ في عيْن مِقْداد
وله من قصيدة في مدح الملك الناصر صلاح الدين قبل ملكه مصر يحثه على قصدها:
إِلامَ أُلامُ فيك وكم أُعادى ... وأَمرض مِن جفاك ولن أُعادَا
لقد أَلِف الضَّنى والسُّقْمَ جسمي ... وعيناي المدامعَ والسُّهادا
وها أَنا قد وهى صبري، وشَوْقي ... إِذا ما قَلّت الأَشواق زادا
بقلبي ذات خَلخالٍ وقُلْب ... تملّك فَوْدُها منّي الفؤادا
مهفهفة كأَنّ قضيب بانٍ ... تثنّى في غلائلها ومادا
بوجهٍ لم يزد إِلاّ بياضًا ... وشَعرٍ لم يزد إِلاّ سوادا
تعجّب عاذلي من حَرّ حبّي ... ومن برد السُّلُوِّ وقد تمادى
ولا عجبٌ إِذا ما آب حَرٌّ ... بآبَ، ومن جَمادٍ من جُمادى
وقد أضنسانيَ الشيبُ الغواني ... فلا سُعْدى أُريد ولا سُعادا
وهل أَخشى من الأَنواء بخلًا ... ويوسُف لي، فتى أَيوب، جادا
فتىً للدّين لم يَبْرَح صلاحًا ... وللأَموال لم يبرح فسادا
هو المعروف بالمعروف حقًا ... جَوادٌ لم يهب إِلاّ جوادا
به الأَشعار قد عاشت نَفاقًا ... وعند سواه قد ماتت كسادا
إِلى كم ذا التواني في دمشقٍ ... وقد جاءَتكم مصرٌ تَهادى
عروسٌ بعلُها أَسدٌ هِزَبرٌ ... يصيد المعتدين ولن يصادا
ومن أخرى في الصالح رزيك ويذكر مذهبه في التشيع:
قف بجَيْرونَ أَو بباب البريدِ ... وتأَمَّل أَعطافَ بان القُدودِ
تَلْق سُمْرًا كالسُّمْرِ في اللَّوْن واللين وشِبْهَ الشعور في التجعيد
ومن البيض كالمُهَنَّدةِ البيض وشبه الخدود في التوريد
من بني الصّيد، للمحبّين صادوا ... بعيون الظِبا قلوبَ الأُسود
2 / 260