فقال رشدي ضاحكا وهو يتخذ مجلسه: ستراني منذ الليلة كل يوم، أو منذ اليوم كل ليلة على الأصح!
فسأله آخر: وكيف كان ذلك؟ - صدر أمر بنقلي إلى القاهرة! - ولن ترجع إلى أسيوط؟ - لا. - الله لا يرجعك!
وسأله ثالث: وكيف سلوت عن المائدة عاما طويلا؟! .. لكم أوحشتنا نقودك! - لأسيوط موائدها، أما عن الأخرى فالشوق متبادل!
ودار الحديث عن أسيوط، حتى سألهم بلهفة: كيف تسهرون هذه الليلة؟ - كالليالي التي سبقتها، سننتقل عما قريب إلى البهو الداخلي. - هذا جميل، ولكن ماذا تقولون في كأسي كونياك أو ثلاثة؟ - أو أربعة أو خمسة؟ - أو ستة أو سبعة؟
ولكن واحدا منهم قال مقترحا: العيد غدا فلنؤجل السكر إلى غد! - لا نؤجل عمل اليوم إلى غد!
وسأله سائل: وكيف الفسق في أسيوط؟
فقال رشدي: أما عن هذا فلا، هناك عفة بالإكراه! - الحال هنا بات قريبا من الريف، فجنود الحلفاء يلتهمون اللحوم والفاكهة والنساء!
وقال آخر: واليهوديات عرفن أخيرا مزايا اللغة الإنجليزية! - تراهن يرفلن في الحرير فإذا اعترضت سبيل إحداهن رمتك بنظرة شزراء وقالت لك بلهجة أسكتلندية صميمة:
Behave like a gentleman, please. - الخادمات يا سيد رشدي، سقيا لعهودهن ، هجرن المطابخ إلى الكباريهات! - كانت الحرب فرصة طيبة لاكتشاف مواهبهن الفنية!
قال رشدي - كالمتحير - مبتسما: والعمل؟! ... هل نشرع في الزواج؟! - إذا طالت الحرب، وازدادت الحال سوءا على سوء، فلن يبقى أعزب غير أنا وأنت! - يا إخواني لقد ظلمتم بعض اليهوديات وبعض الخوادم، والحقيقة أنهن هالهن ما رأين من عدم اشتراك الأمة في الحرب فساهمن في قضية الحلفاء بأعراضهن! - وبذلك صارت المرأة أغلى من السماد! - بل أعز من الفحم! - وغدا إذا وضعت الحرب أوزارها، فماذا يفعلن؟! - تصير المرأة أرخص من اليابانية! - ويصير العشق بالجملة، فيصيد الشاب في ليلة واحدة ثلاث نساء - مثلا - واحدة للقبل وأخرى للنجوى وثالثة للمداعبة ... إلخ. - إلا إذا تدخلت الحكومة في سوقهن للمحافظة على الأسعار!
ناپیژندل شوی مخ