هل أحب إلهام؟
المؤكد أنها لم ترغمني على الزواج بها، إن الذي فعلته بي ناهد لا أستطيع أن أقبله، حتى وإن كانت قد جاءت لي بعبير، وحتى ولو كان قد مضى على زواجنا عشر سنوات.
أهذا هو السبب الحقيقي في زواجك اليوم، أتريد أن تقنع نفسك بهذا؟
إنه السبب، إنه السبب كتمته وبالغت في كتمانه؛ لأنني لا أحب أن يقال عن عبير إن أمها كانت تستقبل أباها في حجرة نومها قبل الزواج، إن عبير هي كل شيء لي، ولهذا أتترك أمها، يستطيع أي رجل أن يختلف مع زوجته، ولكن ليس من حق أي أم أن تستقبل رجلا في حجرتها قبل الزواج منه، وقد شاعت هذه القصة في هذه الأيام، ولو أنني طلقتها بعد سنة أو اثنتين أو حتى بعد خمس سنوات لعادت القصة إلى الظهور مرة أخرى كأعنف ما يكون الظهور. إن سهام لم تعفني من ذكر هذه القصة، وهي تجري معي تحقيقها حول الزواج، فالقصة شاعت وعرفها الجميع، في البيت خدم، والخدم يحبون أن يحكوا، وأي شيء أروع في الحكاية من أم وأب يدخلان إلى حجرة ابنتهما ليجدا بها الدكتور دري، والساعة تقترب من الفجر.
الحكاية شاعت، وسمعت يومذاك فيما سمعت أن الأمر كان مدبرا بين ناهد وأبويها، وإنني أرجح هذا، أرجحه. - لا بد أشوفك الليلة. - اشمعنى الليلة؟ - كذا. - هل هناك مناسبة خاصة؟ - اشتقت إليك. - أنا تعبان الليلة يا ناهد. - حتى وإن كنت اشتقت لك؟
موعد عجيب للاشتياق. - عندي عملية. - تعال بعدها. - وموعد على العشاء. - اعتذر. - لا أستطيع. - تعال بعد العشاء. - سنذهب إلى المسرح. - اعتذر. - لا يمكن. - تعال بعد المسرح. - سأكون متعبا جدا.
أراك لحظة أحسن.
أليس هذا شيئا عجيبا، وفعلا ما هي إلا لحظة حتى أطبق علي أبواها، تم الزواج في اليوم التالي، وكان الإسراع بالزواج تأييدا لما نقله الخدم إلى الناس عما حدث، ولكن الوالدين وناهد لم يكن يهمهم إلا أن يتم الزواج.
لم تصف نفسي منذ ذلك اليوم، ولكن عبير جاءت، وجاءت مسرعة، وكأنها كانت مشتركة في المؤامرة مع أمها وجيرانها.
وسكت.
ناپیژندل شوی مخ