Keys to Engaging with the Quran
مفاتيح للتعامل مع القرآن
خپرندوی
دار القلم
د ایډیشن شمېره
الثالثة
د چاپ کال
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م
د خپرونکي ځای
دمشق
ژانرونه
الإهداء
بسم الله الرحمن الرحيم* قال الله تعالى: أَوَمَنْ كانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها [الأنعام: ١٢٢].
* وقال تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ [الأنفال: ٢٤].
* وقال تعالى: إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ [الإسراء: ٩].
* وقال تعالى: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها (٢٤) [محمد: ٢٤].
1 / 5
إلى الأساتذة الأفاضل المدرسين فى كلية الشريعة فى الجامعة الأردنية، الذين يقفون على ثغرة هامة من ثغور الإسلام.
إلى الطلبة الأعزاء: طلاب وطالبات كلية الشريعة فى الجامعة الأردنية، الذين رضوا أن يكونوا جنودا مخلصين لهذا الدين، فالتزموه فى إيمان بصير، وعزيمة واثقة، وثبات راشد، وعمل هاد.
إلى دعاة الإسلام فى كل مكان، واحات الإيمان فى صحراء الجاهلية، ونجوم الهداية فى ليلها البهيم.
إلى أهل القرآن هؤلاء أهدى هذه المفاتيح.
1 / 7
مقدّمة الطّبعة الثانية
قدّر الله أن يكون هذا الكتاب، هو الحلقة الأولى من سلسلة «من كنوز القرآن». وقد صدرت طبعته الأولى هام ١٤٠٦ هـ- ١٩٨٥ م.
وقد وفق الله لإصدار حلقات أخرى من هذه السلسلة، وهى: فى ظلال الإيمان، الشخصية اليهودية من خلال القرآن، تصويبات فى فهم بعض الآيات، مع قصص السابقين فى القرآن: ١، ٢، ٣، ولطائف قرآنية.
وبعد أن نفدت نسخ الطبعة الأولى من هذا الكتاب، فإننى رأيت أن أعهد بنشره إلى الدار الناشرة لكتبى، دار القلم للطباعة والنشر، جزى الله صاحبها الكريم الأستاذ محمد على دولة خير الجزاء، على اهتمامه بنشر العلم، وحرصه على إخراج الكتاب الإسلامى فى أحسن صورة.
وقد فكرت فى إجراء بعض التعديلات على هذا الكتاب، والتوسع فى الشرح والبيان، لكننى عدلت عن ذلك، ورأيت أن أبقى الكتاب كما هو.
1 / 9
على أن أخصص كتابا آخر فى المستقبل، عن مفاتيح أخرى لفهم القرآن، تتضمن قواعد أساسية فى أصول تأويل القرآن. والله المستعان.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الدكتور صلاح عبد الفتّاح الخالدى الاثنين ١٦ شعبان ١٤١٣ هـ ٨ شباط ١٩٩٣ م صويلح. ص. ب: ٦٦٩
1 / 10
هذه السلسلة «من كنوز القرآن»
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلّا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلوات الله وسلامه عليه.
أما بعد:
فقد أوجب الله على المسلمين تدبر كتابه، وتكرار النظر فيه، فقال تعالى: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا (٨٢) [النساء: ٨٢].
وقال تعالى: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها (٢٤) [محمد: ٢٤].
وقد بيّنت الآية الثانية السبب الذى يحول بين المسلم وبين تدبر القرآن، وهو الأقفال الكثيرة التى توضع على القلوب، فتدعها فى غفلتها وظلامها وموتها، لا تحيا بالقرآن، ولا تصلها أنواره، ولا تتعامل معه، وهى تدعو أصحاب هذه القلوب إلى تكسير تلك الأقفال وإزالتها، وإلى فتح حنايا قلوبهم لهدى القرآن ونوره وضياءه، لتشرق بالنور وتدب فيها الحياة.
1 / 11
وهذا القرآن الحبيب العجيب المعجز، عجيب فى صفاته وسماته، غنى فى معانيه ودلالاته، ثمين فى كنوزه وحقائقه، حى فى نصوصه وتوجيهاته، قوى فى أهدافه وأغراضه، واقعى فى مهمته ورسالته، فاعل فى أثره ودوره .. معجز فى أسلوبه وهديه .. مستمر فى عطائه .. إنه ذو عطاء دائم متجدد، أقبل عليه المسلمون فى مختلف مراحل التاريخ الإسلامى، فوجدوا عنده ما يريدون وزيادة، قرءوه وتدبروه، وعاشوا به ونظروا فى نصوصه، وفسروا آياته، وبينوا شرائعه، وتحدثوا عن توجيهاته، واستخرجوا من كنوزه، وجنوا من ثماره .. والعلماء والمفسرون والمتدبرون أخذوا هذا فى كل قرن، وسجلوه فى كل عصر.
وبقى القرآن قادرا بحول الله على العطاء، كنوزه ثمينة مذخورة لا تنفد، ولو كثر المغترفون، ومعينه ثرّ كريم غزير لا ينضب، ولو كثر الشاربون، وظلاله ممتدة واسعة لا تزول، ولو توافد عليها المتفيئون .. وأنواره مشعة لا تخبو، ولو طال عليها الزمان وامتدت بها السنون .. ورسالته ومهمته متجددة حتى يدركها القرن العشرون، وما
بعده إلى أن يهلك العالمون أجمعون!!.
وقد صدق فى وصفه أمير المؤمنين على بن أبى طالب كرّم الله وجهه، عند ما قال عنه: «هو كتاب الله، فيه نبأ ما قبلكم، وخير ما بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى فى غيره أضله الله، وهو حب الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذى لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا تنقضى عجائبه .. وهو الذى لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا: قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا
1 / 12
أَحَدًا (٢) [الجن: ١، ٢]، من قال به صدق، ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدى إلى صراط مستقيم ..».
وهو فعلا لا تشبع منه العلماء، ولا تنقضى عجائبه .. فالعلماء على كثرتهم وتعدد ثقافاتهم ومدارسهم، أقبلوا عليه وأخذوا منه الكثير، ولم يشبعوا ولم يستقصوا. فكم سجلوا من معانيه، واستخرجوا من كنوزه، ومع ذلك بقى يعطى ويعطى، ويدعو الراغبين إليه، ليقفوا على ما لم يقف عليه السابقون، ويضيفوا إلى ما لاحظه أولئك وسجلوه.
وإن المؤمن عند ما يحسن تدبر القرآن والتعامل معه، يقف على زاد عظيم من معانيه ودلالاته وإيحاءاته. فإذا قارن هذا بما سجله السابقون، سيجد فيه إضافات وإضافات، وعند ما سيصحح مثلا خاطئا، أطلقه بعض الذين أرادوا إغلاق باب تدبر القرآن والحياة معه، فقالوا: «ما ترك الأول للآخر!!» سيصححه- بتحوير يسير فيه وتبديل كلمة بكلمة- فيقول: «كم ترك الأول للآخر» وكم هنا هى التكثيرية لا الاستفهامية! إن باب التفسير لا يمكن أن يغلق، وإن مدد التفسير لا ينفد، وإن أهل كل عصر سيحتاجون إلى تفاسير جديدة للقرآن، تعالج مشكلات عصرهم، وتحل قضايا مجتمعاتهم، وترد على الشبهات الجديدة التى أثارها أعداؤهم، وتوثق صلة المسلمين بقرآنهم، وتحسّن تعاملهم معه وحياتهم به ..
ونحن فى عصرنا الحاضر أحوج ما نكون إلى القرآن، نتلوه ونتدبره، ونفهمه ونفسره، ونحيا به ونتعامل معه، ونستخرج المزيد من كنوزه المذخورة، ونتحرك به، ونجاهد الأعداء به، ونصلح أنفسنا ومجتمعاتنا على هديه، ونقيم مناهج حياتنا على أسسه ومبادئه وتوجيهاته .. لأن هذا
1 / 13
العصر هو عصر الهجمة الشرسة، التى شنها الثالوث النجس- اليهودية والصليبية والإلحاد- على الأمة، واخترق خطوط دفاعها الأولى، واحتل مواقع هامة فى عقول وقلوب ومجتمعات وحياة هذه الأمة .. فلا بدّ من اللجوء إلى القرآن، والإقبال عليه، ومواجهة الأعداء به، وجهادهم على هديه ..
ونحن الذين نعيش هذا العصر بمآسيه وآلامه، ونصطلى بوهجه وناره، قد ابتلانا الله بأن جعلنا فى مواجهة أعدائه، وامتحننا بأن أوقفنا فى ميدان المعركة معهم، ووضعنا على ثغرة هامة من الثغور أمامهم، ومن علينا بأن جعلنا من رجاله وجنوده، ومن أهل القرآن وحملته والناظرين فيه .. نرجو الله أن يعيننا فى هذا الابتلاء، وأن يكتب لنا النجاح فى هذا الامتحان، والتوفيق فى العمل فى الميدان، والثبات فى الثغرة، والانتصار فى المواقع، والأجر والثواب فى الحياة الدنيا، والجنة الغالية يوم القيامة ..
منّ الله علينا بفضله بالنظر فى القرآن- وهو نظر عاجز كليل- وبتدبره وفهمه وتفسيره- وهو جهد ناقص قليل- فاستعنا بالله وحده، فى أن نعيش فى ظلال القرآن، وأن نصحبه فى رحلة شيقة ممتعة، نحاول أن نغترف من كنوزه المذخورة، وأن نرتوى من معينه العذب، وأن نستخدم مفاتيح نافعة صالحة إن شاء الله، لحسن التعامل معه، والتلقى عنه، والحياة به ..
وأحببنا أن نقدم ما يفتح الله به علينا من ذلك لقراء القرآن، وأن نضع بين يدى جنوده وحملته وأهله ما نستخرجه من كنوزه، وما نجنيه من ثماره، وما نقف عليه من حقائقه ومعانيه وتقريراته ..
فكانت هذه السلسلة «من كنوز القرآن المذخورة» وسنحرص بإذن الله
1 / 14
أن نأتى بالجديد المفيد، وإن لا نكرر ما قاله السابقون- ما أمكن- ونحاول أن يكون ما نقدمه فى هذه السلسلة، له ارتباط مباشر بالإيمان والعمل، والتربية والتوجيه، والواقع والحركة، والجهاد والدعوة، والمنهجية والعلمية والموضوعية، ولن نلتفت كثيرا إلى كنوز القرآن فى اللغة والبلاغة، والبيان والنحو، والفقه والأحكام، والجدل والخلاف، وغير ذلك لأن هذه الموضوعات تزخر بها الكتب السابقة! ..
وقد بدأنا هذه السلسلة بهذا الكتاب «مفاتيح للتعامل مع القرآن» أساسا لما يليه من كتب قادمة، بعون الله.
ومن الله وحده نستمد العون والتوفيق، وهو الهادى إلى سواء السبيل ..
1 / 15
هذا الكتاب «مفاتيح للتعامل مع القرآن»
مفاتيح التعامل مع القرآن، لا بدّ من الوقوف عليها ومعرفتها، واستخدامها فى استخراج كنوز القرآن المذخورة فيه .. ولهذا بدأنا سلسلتنا بهذا الكتاب، باعتباره أساسا لها، وتمهيدا لما سيليه من حلقاتها، وباعتباره يسجل نظرتنا إلى القرآن، ويبين منهجنا فى التعامل معه، وخطتنا فى استخراج كنوزه، ويدل القارئ الكريم على الوسيلة التى استخدمناها، ليحاول هو استخدامها .. لقد حرصنا أن نضع هذه المفاتيح بين يدى أهل القرآن وجنوده وحملته، ليتعرفوا عليها، ويقفوا عليها، ويستخدموها فى صلتهم بالقرآن، وتعاملهم معه، وأخذهم عنه، واستخراجهم لكنوزه ..
وعندها سيقفون على ما لم نقف عليه، ويلاحظون ما فاتتنا ملاحظته، ويستخرجون منه المزيد من الكنوز واللطائف والمعارف، والدروس والعبر والعظات، والمعانى والحقائق والتقريرات.
وهذه المفاتيح حصّلناها بفضل الله وتوفيقه، من نظراتنا الكليلة القاصرة فى القرآن، ومن اطلاعنا القاصر على التفاسير- وفى طليعتها «فى ظلال القرآن» - ومن قراءتنا الناقصة فى كتب تحدثت عن القرآن، وأشارت إلى مبادئ أساسية لفهمه وكيفية تدبره والحياة به.
لقد كنت حريصا على الحديث عن هذه المفاتيح والإشارة إليها،
1 / 16
أثناء تدريسى لمواد التفسير وعلوم القرآن لطلبة كلية العلوم الإسلامية- التابعة لوزارة الأوقاف- ولطلاب وطالبات كلية الشريعة فى الجامعة الأردنية.
كنت أبدأ محاضرات الفصل الدراسى بالحديث عن هذه المفاتيح، وأشير إلى أهمية وضرورة إدراكهم لها واستخدامهم لها .. وأورد بعض هذه المفاتيح أثناء تفسير آيات سورة الأنعام- فى مادة تفسير «٢» - وتفسير آيات جزء «قد سمع» - فى مادة تفسير «٣» - وكنت ألاحظ الاهتمام والتفاعل عند الطلاب والطالبات، والفرح والسرور بالوقوف على هذه المفاتيح .. وكنت أحرص على أن أضيف إليها ما يهدينى الله إليه، وأن أقدمه لهم فى قاعات التدريس.
ولم أفكر فى أن أكتب كتابا يعرض هذه المفاتيح والقواعد والأسس، بل كنت اكتفى بأن أعيشها، وأحاول استخدامها وإرشاد الآخرين إليها ..
حتى كان الفصل الدراسى الثانى للعام الجامعى ٨٤ - ١٩٨٥، حيث درست طلاب وطالبات كلية الشريعة فى الجامعة الأردنية مادة تفسير «٣» ومادة «دراسات قرآنية» .. وأعدت طالبات الجمعيات العلمية فى الكلية موسما ثقافيا لهذا العام، ورغبن إليّ أن أبدأ هذا الموسم بمحاضرة جعلن عنوانها «كيف نحيا بالقرآن» .. وأخذت أبحث فى المراجع، واستغرق هذا منى أياما اطلعت فيها على طائفة من كتب التفسير وعلوم القرآن والحديث والفضائل والتزكية .. وألقيت المحاضرة فى مدرج كلية الشريعة يوم السبت ٨ رجب ١٤٠٥ هـ (٣٠/ ٣/ ١٩٨٥). كما دعيت إلى إلقائها فى مدارس ومساجد أخرى، والحمد لله على توفيقه وفضله وإنعامه ..
ثم وجدت لديّ الرغبة فى أن أجمع هذه المفاتيح وأتحدث عنها، وأخرجها فى رسالة للناس .. لعلهم يجدون فيها نفعا، ولعلها تقودهم إلى حسن التعامل مع القرآن، واستخراج كنوزه وذخائره ومعانيه ..
1 / 17
وها هى ذى أقدمها لأهل القرآن وجنوده، راجيا أن يجدوا فيها بعض ما يعينهم على تحقيق هذه الغاية ..
هذا وأحب أن أشير هنا إلى أننى لم أبدأ البحث من فراغ، وإنما استعنت بالله أولا، ثم أقبلت على القرآن، واستخلصت ما يمكن استخلاصه منه، وكنت أقرأ فى كتب عرض أصحابها للقرآن وتفسيره وفضائله ومزاياه، وأشاروا إلى قواعد تدبره وكيفية الحياة به وآداب تلاوته .. وغير ذلك ..
قرأت فى هذه الكتب، وكوّنت منها خلفية علمية وحصيلة ثقافية، كانت ترتدّ إلى ذاكرتى بعض أفكارها وآراء أصحابها والقواعد والأسس التى عرضوا لها فيها ..
فعلى الرغم من أننى لم آخذ من هذه الكتب بالنص- إلّا نادرا وكنت أشير إليه- فإننى أعتقد أن ما قدمته فى هذا الكتاب يتصل بتلك الأفكار والآراء والقواعد بصلة نسب، ويأخذ منها عند ما ارتدت إلى العقل والباطن ومخزن المعلومات فى الذاكرة .. وإن لم تبرز هذه الصلة فى الجمل والعبارات، فقد تبدو فى المعانى والأفكار العامة ..
وأضع بين يدي القراء أهم الكتب التى تحدثت عن القرآن وبينت فضائله وآداب تلاوته وقواعد تدبره وأسس فهمه: فصول فى آداب تلاوة القرآن من كتب: «إحياء علوم الدين» للإمام الغزالى، «الإتقان فى علوم القرآن» للسيوطى وغير ذلك. وحديث عن فضائل القرآن فى مقدمات تفسير القرطبى والقاسمى- على سبيل المثال- وكتاب «فضائل القرآن» للامام ابن كثير، ملحق فى الجزء الرابع من تفسيره، وقد طبع مستقلا. و«التبيان فى آداب حملة القرآن» للإمام النووى. ومقدمات تفسير القرآن «للإمام الشهيد حسن البنا»، و«مبادئ أساسية لفهم القرآن» لأبى الأعلى المودودى. و«كيف نتأدب مع المصحف» للفرجانى، و«التكميل فى
1 / 18
أصول التأويل» و«دلائل النظام» كلاهما لعالم القرآن العظيم ومفسره صاحب النظرات الفريدة فيه التى لم يقلها أحد قبله ولا بعده «المعلم» عبد الحميد الفراهى الهندى. و«قواعد التدبر الأمثل لكتاب الله ﷿» لعبد الرحمن حبنكة الميدانى. و«كيف نحيا بالقرآن»؟ لنبيه عبد ربه ..
وأقرر هنا أن أغلب ما أخذته وما وقفت عليه من هذه المفاتيح إنما كان من التفسير الرائد «فى ظلال القرآن» للإمام الشهيد سيد قطب.
إننى أدعوا القراء الكرام إلى أن يقبلوا على هذه المفاتيح بنظرات فاحصة، وملكة نقدية، وأرجو أن يصححوا لى فهمى، ويصوبوا لى استنتاجى، ويستدركوا على كلامى .. فنحن ما زلنا نحبو فى ظلال القرآن، ونتطفل على مائدة القرآن، ونتعلم الأساسيات من علوم القرآن، وإن النقص من سمات البشر. وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (٨٥).
وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدى الخميس فى ١٧ شوال ١٤٠٥ هـ ٤/ تموز/ ١٩٨٥ م
1 / 19
حديث القرآن عن القرآن: أسماؤه وسماته
وردت فى القرآن الكريم صفات وسمات لكتاب الله، وسجلت آياته أوصافا وخصائص واضحة لهذا الكتاب المعجز، ولاحظت آثاره المباركة الخيرة على الأفراد والجماعات، وأبرزت مظاهر النقلة البعيدة التى ينتقل إليها المؤمنون الأحياء المبصرون، من خلال تفاعلهم الحى مع القرآن، وحياتهم الطاهرة فى ظلاله ..
ويجب علينا- ونحن نتلو القرآن ونتدبره- أن نلاحظ هذه الصفات والسمات، وأن نقف طويلا أمام الآيات التى تعرضها، وأن نعيشها بكامل كياننا وكافة مشاعرنا ودقائق حياتنا ..
إن الله سبحانه يريد أن يعرّفنا بكلامه العظيم فى كتابه الكريم، وأن نلاحظ الحياة المباركة فيه، وأن نعيش هذه الحياة فى ظلاله .. ولذلك عرض لنا طائفة من أسماء القرآن وصفاته وخصائصه وسماته .. فلنقبل عليها بوعى وتدبر وتفاعل، لنعرف طبيعة هذا القرآن ومهمته ودوره ورسالته .. لأنه لا أحد أعلم بكلام الله من الله سبحانه .. وإنّ تفضّل الله علينا بتعريفنا على كتابه لهو نعمة سابغة، ورحمة باهرة، علينا أن نقابلها بالتوجه إلى الله سبحانه بالحمد والشكر، والإخلاص، والحب، والإقبال على كتابه الكريم بالتدبر والتذوق والالتزام والتطبيق، لنعرف طعم الحياة، ونتذوق ألوانها ومظاهرها.
1 / 20
ونقدم فيما يلى طائفة من أسماء القرآن وخصائصه، وسماته وصفاته، وفضائله وآثاره، كما وردت فى نصوصه وآياته ..
١ - القرآن
: هو أشهر هذه الأسماء وأبرزها وأظهرها، وقد خص الله كتابه المنزل على رسول الله ﷺ بهذا الاسم، حيث لم يطلق على كتب الله السماوية السابقة. والقرآن مشتق من القراءة (كما هو الراجح عند علماء القرآن). وقد خص بالكتاب المنزل على محمد ﷺ، فصار علما عليه ..
وأورد الراغب فى مفرداته قول أحد العلماء: «تسمية هذا الكتاب قرآنا من بين كتب الله لكونه جامعا لثمرة كتبه، بل لجمعه ثمرة جميع العلوم» كما أشار إليه بقوله: وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ [يوسف: ١١١] [المفردات: ٤٠٢].
ولعل فى اختيار هذا الاسم الكريم- المتميز المتفرد- إشارة بارزة إلى وجوب تميز وتفرد الأمة الإسلامية- الأمينة على قرآنها وعلى وجودها وعلى البشرية من حولها- بحيث لا تأخذ فى مناهج حياتها من غير هذا القرآن الكريم.
أخبر الله عن بدء نزول القرآن فى شهر رمضان المبارك بقوله تعالى:
شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ [البقرة: ١٨٥].
وقال تعالى فى وصف هذا القرآن ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (١) [ق: ١] وقال: ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (١) [ص: ١] ووصف القرآن بأنه عربى مبين فى قوله تعالى: كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (٣) [فصلت: ٣].
1 / 21
وقرر الله أن هذا القرآن ميسر للذكر- لمن أراد أن يذكر ويتذكر، ولمن تعامل معه بقلب حى وتأثر بالغ- فقال: وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (١٧)؟ [القمر: ١٧].
وبيّن أنه ضرب فى هذا القرآن للناس من كل مثل لعلهم يتفكرون أو يتذكرون، ولكنهم غفلوا عن هذه الأمثال وأعرضوا عنها، واختاروا أن يعيشوا فى ريبهم وكفرهم يترددون. فقال: وَلَقَدْ صَرَّفْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (٨٩) [الإسراء: ٨٩].
وأعلمنا الله أن الكفار لا يحبون سماع هذا القرآن، وأن الرسول ﵊ إذا قرأ القرآن فإن الحاجز السميك، والحجاب الساتر، يرتفع بينه وبين أولئك الكفار، وأن هذا الحجاب الحاجز يتمثل فى الأغطية على القلوب، وفى الصمم فى الآذان، فلا تعى ولا تتدبر كلام الله، ولذلك يعرضون عن القارئ لكلام الله، ويولون مدبرين نافرين، فقال تعالى:
وَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجابًا مَسْتُورًا (٤٥) وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذانِهِمْ وَقْرًا وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُورًا (٤٦) [الإسراء: ٤٥، ٤٦].
ودعانا الله إلى أن نتهيأ لتلاوة القرآن، وأن نستعد لها استعدادا خاصا، بأن نتوجه إلى الله قبلها، نستعيذ به من الشيطان، لتكون هذه الاستعاذة وسيلة لتدبر كلام الله، فقال: فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ (٩٨) [النحل: ٩٨].
وطالبنا الله بالأدب الجم مع القرآن، عند ما نسمع آياته تتلى علينا، فلا بد من الاستماع لها بكامل كياننا الإنسانى، وفتح كل منافذ القلب لتصل إليه وتتفاعل معه. وفرق بين السماع والاستماع، إذ أن السماع هو وصول
1 / 22
الأصوات إلى الأذن، ولكنه قد يكون سماعا عرضيا غير مقصود .. أما الاستماع فهو مشاركة الحواس والأجهزة المختلفة فى المسلم للأذن، فى التفاعل والتدبر والتلقى والانفعال. قال تعالى: وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (٢٠٤) [الأعراف: ٢٠٤].
وبيّن أثر القرآن على الجبال الجوامد- لو خاطبها به- وتفاعلها معه، وأبرز مظاهر التأثير والانفعال عليها فقال: لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (٢١) [الحشر: ٢١] وقال: وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا [الرعد: ٣١].
ولقد أمرنا الله بتدبر القرآن، والوقوف طويلا أمام آياته، وملاحظة إيحاءاتها وتوجيهاتها ومعانيها وحقائقها، ووضع أيدينا على العلة التى تحول بيننا وبين هذا التدبر، والداء الذى يعوقنا عن القيام به، وذلك حتى نقضى على تلك العلة، ونزيل ذلك الداء، وهو الأقفال على القلوب، التى توصدها أمام النور والهدى والخير والحياة، وهذه الأقفال هى الشهوات والمعاصى والإقبال على الدنيا، وملء القلب من كل ذلك، بحيث لا يبقى فيه متسعا لتدبر أو هدى أو إيمان .. فقال: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها (٢٤) [محمد: ٢٤].
وأرشد الله إلى أن نجعل التدبر وسيلة لا غاية، ولا نقعد عنده ونتشاغل به عن الهدف المنشود، وهو زيادة الإيمان والثقة واليقين بكلام الله، وملاحظة تناسقه وتناسبه وإدراك مهمته وأغراضه، وتلقّى حقائقه ومقرراته .. فقال: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا (٨٢) [النساء: ٨٢].
1 / 23
ومن الله علينا بأن أخبرنا أننا إن راعينا ما سبق فى التعامل مع القرآن وتلاوته وتدبره، فإننا سنحصل على الهدى الراشد، والنور الهادى، والشفاء الناجع، فالقرآن هدى للأفراد والمجتمعات، ونور لكل مرافق الحياة الفردية والجماعية، وشفاء لكافة أمراض وعلل الأمة فقال: إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (٩) [الإسراء: ٩] وقال أيضا: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسارًا (٨٢) [الإسراء: ٨٢].
وصدق الله إذ وصف كتابه بصفة الحكمة، وهى صفة عجيبة لا يوصف بها إلّا العقلاء!! ولعلنا عند ما نعيش مع القرآن كما يريد الله، ونحيا به على منهج الله، نلاحظ بعض جوانب الحكمة فى قرآننا العجيب الحكيم! قال تعالى: يس (١) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (٢) [يس: ١ - ٢].
وقد ذم الله الكفار الّذين قسموا القرآن، وأطلقوا عليه صفات باطلة- ليصدوا الناس عن الإيمان به- فقالوا عنه: سحر وشعر وكهانة، وهذا الذم ينصرف على اليهود والنصارى الّذين قسموا كتبهم السماوية أقساما، وجزّءوها أجزاء، فآمنوا ببعض منها وكفروا ببعض، اتباعا لشهواتهم وأهوائهم، وأرى أن هذا ينصرف إلى المسلمين الّذين يجزئون القرآن ويقسمونه، ويأخذون منه جزءا ويتركون أجزاء، ويظهرون منه قسما ويخفون أقساما، ويؤمنون بموضوع منه ويكفرون بموضوعات!!. وقال تعالى: كَما أَنْزَلْنا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ (٩٠) الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ (٩١) [الحجر:
٩٠ - ٩١] وعضين أى مفرقا، حيث قالوا كهانة وقالوا أساطير الأولين إلى غير ذلك مما وصفوه به (المفردات: ٢٣٨).
وسجل القرآن الكريم شكوى رسول الله ﷺ إلى ربه، من الكفار
1 / 24
وإعراضهم عن القرآن وهجرهم له. فقال: وَقالَ الرَّسُولُ يا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا (٣٠) [الفرقان: ٣٠].
بل سجل القرآن أسلوبا من أساليب الكفار فى مواجهتهم لهذا القرآن، ومحاربتهم له، وبذلهم كل ما فى وسعهم من طاقة لطمس نوره والقضاء عليه .. وهيهات هيهات!! إنهم يلجئون إلى وسيلة خسيسة تنبئ عن هزيمتهم الداخلية أمام القرآن، واضطرابهم النفسى أمام حقائقه، واعترافهم- الضمنى الملحوظ- بعجزهم عن مواجهته، وفشلهم فى محاربته .. إنهم يطلبون من الجماهير المخدوعة المستغفلة أن لا تسمع لهذا القرآن- لأنها إن استمعت بكيانها كله آمنت به- وأن تستعيض عن ذلك باللغو والصياح والضجيج، والتظاهرة الإعلامية ورفع الأصوات اللاغية، والمكاء والصفير، والتصدية والتصفيق .. لعلهم يغلبون هذا الحق ويطمسون هذا النور، ويغطون نور الشمس برقعة منديل! .. قال تعالى: وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (٢٦) [فصّلت: ٢٦].
٢ - الكتاب
: وهو الاسم الثانى للقرآن الكريم، وقد ذكر كثيرا فى آياته، وتردد كثيرا فى سوره، وهو يلى القرآن فى الشهرة وكثرة الذكر، والقرآن كتاب باعتباره مكتوبا، مضمومة حروفه وكلماته وآياته عن طريق الخط والكتابة ..
ومن تسمية كلام الله بهذين الاسمين القرآن والكتاب. يلاحظ معنى الضم والجمع، فإن القرآن مشتق من القراءة والقراءة- كما يقول الإمام الراغب فى مفرداته- «هى ضم الحروف والكلمات بعضها إلى بعض فى الترتيل» (المفردات: ٤٠٢) والكتاب مشتق من الكتابة، وهى- كما يقول الراغب أيضا- «ضم الحروف بعضها إلى بعض بالخط، وقد يقال ذلك
1 / 25
للمضموم بعضها إلى بعض باللفظ، فالأصل فى الكتابة النظم بالخط، لكن يستعار كل واحد للآخر، ولهذا سمى كلام الله- وإن لم يكتب- كتابا (المفردات: ٤٢٣).
ونحن نرى كلمات وآيات القرآن مضمومة إلى بعضها ضما متناسقا متماسكا معجزا، وكل من قرأ فى القرآن وسمع آيات منه، أو كتب ألفاظا وكلمات منه يلحظ معنى الضم فى كل ذلك ..
وتبدو هناك حكمة أخرى من تسمية كلام الله بهذين الاسمين: القرآن والكتاب، وقد أورد هذه الحكمة العلامة الدكتور محمد عبد الله دراز فى كتابه القيم «النبأ العظيم»، وخلاصتها: أن الله أراد من هذين الاسمين أن يتحقق الجمع الوثيق لكلامه، وأن يوجد الحفظ التام المطلق لكل سوره وآياته وكلماته وحروفه، وأن لا يرد على النفس المسلمة احتمال ولو يسيرا عن تعرض شيء منها للتحريف أو الضياع أو النقصان .. ولذلك تم حفظ القرآن بوسيلتين عمليتين، هما القمة فى وسائل الحفظ والتوثيق:
وسيلة القراءة، ووسيلة الكتابة: «فلا يقبل القرآن المقروء ما لم يعرض على المصحف العثمانى المكتوب ويتفق معه، ولا يقبل المكتوب ما لم يتفق مع تعليم الرسول ﵊ أصحابه للقرآن، وإقرائهم له وقراءته له أمامهم» .. [انظر النبأ العظيم: ٧ - ٩].
هذا الكتاب الذى أنزله الله هو حق لا ريب فيه، وهو هدى للمتقين.
قال تعالى: الم (١) ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (٢) [البقرة:
١ - ٢].
وهو كتاب حكيم كما أنه قرآن حكيم .. الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ (١) [يونس: ١٠]، وقد أحكمت آياته ثم فصلت ووضحت
1 / 26