أن معظم المجلات في مصر يعيش بالتحرش بالغريزة الجنسية، سواء بالصورة أم بالكلمة، وهي كبيرة الضرر لهذا السبب.
هذا ما يقال للقارئ، ولكن يجب أن تقال كلمة أخرى للحكومة المصرية، وهي أنه لا يجوز في القرن العشرين أن تفرض غرامة على التفكير حتى ولو أسميت هذه الغرامة باسم التأمين أو الضمان؛ فإنه لا يجوز الآن لأحدنا أن يخرج جريدة إلا إذا أدى مبلغ 300 جنيه، ولا يخرج مجلة إلا إذا أدى 150 جنيها، أو قدم ضمانا بأحد هذين المبلغين.
ومن المؤلم أن نقول إن شعبا صغيرا مثل الشعب الفنلندي الذي لا يتجاوز عدده 3800000 تصدر له 209 من الجرائد اليومية و550 من المجلات، وكل جريدة أو مجلة من هذه الصحف هي بمثابة الجمعية الثقافية أو السياسة لأنها تجمع حولها طائفة من القراء الذين يقرءون ويدرسون، ولكل طائفة نظر عالمي خاص، أو مذهب اجتماعي معين يفيد في التنوير والتثقيف، ونحن في مصر نزيد أربعة أضعاف على سكان فنلندا ومع ذلك ليس لنا سوى سبع أو ثمان من الجرائد اليومية ونحو عشر من المجلات.
أجل يجب أن يكون إصدار الجرائد والمجلات حرا بلا قيد ولا شرط، ولا حاجة إلى دفع أي ضمان مالي؛ لأنه في حقيقته غرامة على التفكير الحر، وهو يؤخر تطور الأمة.
وآراء الأمة تتعدد وأذهانها تتفاعل بتعدد هذه الجرائد، فينشط التفكير.
التربية للحياة
الاعتقاد السائد أننا نعلم أولادنا كي يحصلوا على عيشهم في المستقبل، يتعلمون الطب أو الهندسة او التجارة، ثم يعملون ويكسبون، والنجاح في الحياة ينتهي - بهذا الاعتقاد - إلى أن يكون نجاحا في الكسب.
وليس شك في أن تحصيل العيش، أي الكسب في مجتمع يقوم على المباراة الاقتصادية، يجب أن يكون في المقام الأول من التعليم، ولكننا نكسب لنعيش ولا نعيش لنكسب، والحياة لهذا السبب يجب ان تكون أكبر من الحرفة، والنجاح فيها أهم وأخطر من النجاح في الكسب.
يجب أن ننجح في الحياة؛ أي ننجح في الأسرة بعلاقات زوجية حسنة وعلاقات أبوية بارة، وننجح في المجتمع بأن نكون اجتماعيين نقدر الصداقة، ونمارس الضيافة، ونشتغل بالسياسة، وننغمس في المشكلات الاجتماعية، ولنا أهداف نحو خير المجتمع.
ولكن كما نكون اجتماعيين يجب أيضا أن نكون انفراديين، لنا حياة مستقلة نستطيع أن نخلو فيها أحيانا بأنفسنا، وخلواتنا يجب أن تكون للدرس وتامل، أي للفهم.
ناپیژندل شوی مخ