وأما الموقوذة هي التي لم تولم بالضر بغير ما يقع عليه اسم الذكات وإنما
هو يقتل البهيمة من المحللات من الأنعام فدلان الموقوذة هي المقتولة من فعل
بني آدم بها غير النكرة التي سماها الله تعالى فهي لاحقة بحكم الميتة.
مسألة
[ تعريف المتردية ]
وأما المتردية فهي التي تهدف أو تسقط من شرف كارعن(1) أو منزل أو
غيرها في ركية أو على شيء فتموت ولو لم يحدث بها ذلك محدث فهذا
هو المعقول من المتردية.
مسألة
[ ما هي النطيحة ]
وأما النطيحة فهي إن نطحت بهيمة فقلتها أو يقتلان بعضهما بعضا فدل
على أن هذه هي النطيحة ولو بسبب ركض أو سدع غير النطح ولم يكن الحكم مقيدا على النطح فقط.
مسألة
[ ما أكل السبع ]
وأما ما أكل السبع فكل بهيمة أبيح أكلها إذا أكلها السبع فقتلها أو كان
الآكل لها بهيمة مثلها فماتت من ذلك فهي لاحق بذلك كان سبعا له لأن الحكم معلق بما أكل السبع فقط فدلان الميتة كلها محرمة بأي حدث توت(2) .
مسألة
[ أهمية التذكية ]
فإن قيل فهل لا تحل ذكاتها بعد موتها لقوله تعالى : { إلا ما ذكيتم } (3)
قلنا : لا. إن ذلك في المريضة والمتردية أو النطيحة أو ما أكل السبع تدرك
ذكاته قبل موته في الإبل والبقر ويشبههم النحر الذبح وأما الضأن والمعز فبالذبح فقط.
مسألة
[ ذبح الحيوانات السابقة ثم تحركه ]
وكل بهيمة عاقتها علة من هذه العلل كالمرض والتردي فذكيت قبل
خروج روحها فتحركت الحركة المعقولة من أسباب الحياة بعد أن أتمت
__________
(1) 1- كارعن : والله أعلم من شرف عال .
(2) 1- الدليل من الكتاب الكريم على تحريم ما سبق : ما ورد في سورة المائدة آية 3 :
{ حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به، والمنخنقة
والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على
النصب.. } إلى قوله تعالى : { فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن
الله غفور رحيم } 3 .
(3) 2- المائدة آية 3 .
مخ ۵۷