الله فعل المذكور من تعلمهم الناس السحر والتفريق بين المرء وزوجه قلنا إن ما هنا بمعنى الذي فما كان تعالى أخبر به عن طائفة من أهل الكتاب بأنهم اتبعوا ما تكذب به الشياطين على ملك سليمان وتنظيفه اليد من السحر(1) فبرأه الله تعالى مما زوروه عليه فقال: { وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا } (2).
مسألة
[ معنى قوله : فأما الذين في قلوبهم زيغ... ]
فإن قيل فما معنى قوله تعالى: { فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما
تشابه من } إلى قوله: { وما يذكر إلا أولو الألباب } (3) قلنا يحتمل أن
يكون الراسخون في العلم معطوف على اسم الله تعالى فكأنه قال وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم وأنهم مع علمهم به يقولون آمنا به فوقع قوله أمنا به موقع الحال.
مسألة
[ ما معنى قوله تعالى : لا تثريب عليكم اليوم... ]
فإن قيل فما معنى قوله تعالى : { لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم
وهو أرحم الراحمين } (4) فلم خص اليوم بالقول ومراده العفو عنهم في
جميع مستقبل أوقاتهم قلنا لما كان هذا الوقت الذي أشار إليه هو أول أوقاته للتي كشف فيها نفسه لهم وأطلقهم(5) على ما كان يستره عنهم من أمره وأشار إلى الوقت الذي لو أراد الإنتقام لابتدأ فيه والذي عفا فيه عنهم لم يراجع الانتقام.
مسألة
[ ما معنى قوله : خلق الإنسان من عجل... ]
فإن قيل فما معنى قوله تعالى: { خلق الإنسان من عجل سأريكم
__________
(1) 1- السحر : له معان متعددة : 1- الخداع وتخيلات لا حقيقة لها.
2- استجلاب معاونة الشيطان.
3- ما يذهب إليه الاغتنام - أي تغير خلق الله -
وعرفه ابن عرفة المالكي : هو كلام مؤلف يعظم به غير الله تعالى فتنسب إليه
المقادير والكائنات. عن كتاب أحكام الردة والمرتدين للمحقق. باب السحر.
(2) 2- سورة البقرة آية 102 .
(3) 3- سورة آل عمران آية 7 .
(4) 1- سورة يوسف آية 92 .
(5) 2- الصواب : أطلعهم .
مخ ۱۲۰