============================================================
الاستدلال، وليس شيء منها كذلك، كيف ولو كانث معجزة لزكريا لعلم كيفية حدونها، وهو منتفب لقوله تعالى: ( كلما دخل عليها زكرنيا الوغراب وجد هندها وزقا) [ال عمران: 37) ولأنها لو كانت إرهاصا لعيسى لما علمت مريم من أين حصل ذلك، على أن الحوادث إنما سيقت لتعظيم حال مريم ولا ذكر فيها لزكريا ولا عيسى وأما سليمان فلم تظهر على يده مقارنة لدعوى النبوة.
وأما الينة: فكحديث خريج الواهب الذي كلمه الطفل الرضيع حيث قال له: يا غلام، من أبوك ؟ ... إلخ كما في الصحيحين (1) .
وكحديث أصحاب الغار الذين انطبقث عليهم الضخرة كما فيهما أيضا(2).
وحديث البقرة التي حمل عليها صاحبها أو ركبها فالتفتث إليه وكلمته وقالت: إني لم أخلق لهذا. كما فيهما أيضا (3) فهذه نبذة من أدلة أهل الشنة .
وأما إنكار المعتزلة، والأستاذ أبي إسحاق (4)، والحليمي (5) منا للكرامة محتيين بآمور: (1) اخرجه البخاري 476/6 (3436) في أحاديث الأنبياء، باب قول الله : ( واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها)، ومسلم 1976/4(2550) في البر والصلة، باب تقديم بر الوالدين على التطوع بالصلاة وغيرها.
(2) اخرجه البخاري 505/6 (3465) في الأنبياء، باب حديث الغار، ومسلم (43 27) في الذكر، باب أصحاب الغار الثلاثة.
(3) اخرجه البخاري 8/5 (2324) في الحرث والمزارعة، باب استعمال البقر للحراثة، ومسلم (2388) في فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
(4) هو ابو إسحاق الإسفراييني، إبراهيم بن محمد بن إبراهيم: عالم بالفقه والأصول، كان يلفب بركن الدين، وهو أول من لقب من الفقهاء، نشأ في إسفرايين، ثم خرج إلى نيسابور، وينيت له فيها مدرسة عظيمة، فدرس فيها، ورحل إلى خراسان والعراق، فاشتهر. له كتاب الجامع في أصول الدين، ورسالة في أصول الفقه، وكان ثقة في رواية الحديث، وله مناظرات مع المعتزلة . توفي بنيسابور سنة 418 ه. انظر الأعلام 11/1.
(5) الحليي هو الحسين بن الحسن بن محمد البخاري الجرجاني، آبو عبد الله، فقيه شافعي، قاضي، كان رثيس أهل الحديث في ما وراء النهر، مولده بجرجان ووفاته في بخارى، له "المنهاج" في شعب الإيمان. انظر الأعلام 235/2.
مخ ۶