آه، الكتابة، نعم يا ابنتي، لكن ما جدوى الكتابة إذا بقيت في الدرج دون أن ترى النور؟ وهذا أمر بالغ الصعوبة، أتفهمين ما أقول؟
الفتاة :
نعم أفهم يا سيدتي، وعندي قصة قصيرة لم يمكن لها أن ترى النور إلا بعد أن قدمت نفسي لأحد الرجال، كانت الأبواب مغلقة في وجهي وليس أمامي طريق آخر، أتقولين عني غير شريفة؟ (تصمت الكاتبة طويلا وهي تمسح وجهها بطرف طرحتها البيضاء ثم تقول متلعثمة ...)
الكاتبة :
لا ... لا أقول عنك هذه الكلمة القاسية؛ لأن هدفك كان نبيلا، وهو أن ترى كلماتك النور، هذا هو حال الدنيا يا ابنتي.
الفتاة :
أتقولين إن الدنيا نفسها غير شريفة؟
الكاتبة :
نعم لا، لا أعرف الحقيقة تماما؛ لأن الله وحده هو الذي يعلم ... (يبدو الإعياء الشديد على الكاتبة الكبيرة، يسقط القلم من يدها والورقة على الأرض، تنظر في ساعة يدها بعينين غائمتين، أطراف أصابعها ترتعش، لا تكاد ترى أرقام الساعة.)
الكاتبة (في إعياء شديد) :
ناپیژندل شوی مخ