لماذا لا تلعب وزارة الصحة دورها في نشر هذه المعلومات الهامة على الأطباء وعلى الناس، وقد رأيت أن من المهم أن أرسل هذه الرسالة إليك، وفيها أجزاء من كتاب علمي قام بنشره أستاذ عربي وليس أجنبي، وعندي نسخة واحدة من هذا الكتاب الهام. (6) أبحاث علمية غير سليمة
كيف يدافع المختونون من الرجال عن أنفسهم، وكيف تدافع النساء المختونات عن أنفسهن؟ من المعروف في الطب النفسي أن الإنسان الذي يتعرض للقهر الجسدي من أي نوع؛ مثل قطع جزء من جسمه في الطفولة يشعر بالحزن العميق، يحاول أن ينكر ما حدث له، كأنما هو المسئول عنه، قد يتحول هذا الإحساس بالنقص إلى زهو أو بعث فخر، أو على الأقل أن هذه العملية الجراحية لم تضره في شيء، بل أفادته صحيا أو منعت عنه الأمراض، أو أكسبته هويته الأصلية أو خصوصيته الثقافية أو قيمه الأخلاقية أو الحضارية.
وكم تتفاخر كثير من النساء بالحجاب رغم أنه أحد وسائل القهر المفروضة على بعض النساء تحت اسم الدين أو الأخلاق.
ويلعب التعليم والإعلام دورا في التجهيل بمضار هذه العمليات التي تشوه الأجسام والعقول، ويستخدم وسيلة للتجهيل أيضا تحت اسم البحوث والدراسات التي تجرى أحيانا لأهداف سياسية وليس من أجل البحث عن الحقيقة.
مثلا لعب الإعلام الدولي والعربي دورا في ترويج حبوب الفياجرا، استطاعت الشركات العالمية للأدوية التي تنتج هذه الحبوب أن تمول أبحاثا علمية تثبت فعالية هذه الحبوب وقدرتها على تنشيط القوة الجنسية للرجل، واستخدمت رجالا مشهورين في عالم السياسة أو الفن دفعت لهم الملايين من أجل أن يتحدثوا في التليفزيون عن فوائد حبوب الفياجرا، ويحكون تجاربهم الخاصة، وربما تكون هناك بعض الحقيقة فيما يقولون، وفي بعض الأبحاث العلمية، إلا أنها حقيقة جزئية، وقد تلعب الحقيقة الجزئية دورا في تشويه الحقيقة أكثر من أي شيء آخر؛ لأنها تبدو للناس حقيقة علمية ومقنعة، ولأن الناس يفتقدون المعرفة أو النظرة الكلية للأشياء فإن هذه الحقائق الجزئية تخدعهم كثيرا دون أن يدركوا ذلك.
منذ خمسة وثلاثين عاما حين كتبت ضد عمليات ختان البنات في مصر هاج زملائي الأطباء غضبا وقالوا: إن ختان البنت ضرورة صحية من أجل النظافة ومنع الأمراض، قلت لهم كيف نقطع عضوا من الجسم من أجل النظافة؟ أليس الأفضل أن نغسله بالماء والصابون بدل من بتره بالمشرط أو الموس؟!
وكم من أبحاث طبية خرجت تثبت أن ختان البنات مفيد صحيا، وأنه يمنع أمراض السرطان وأمراض الزهري والسيلان، وأن المومسات المختونات أقل تعرضا للأمراض من المومسات غير المختونات، لا تنفصل القوى المسيطرة على العلم عن القوى المسيطرة سياسيا واقتصاديا وعسكريا وإعلاميا، كما أن شركات الأدوية في العالم لها سطوتها وقوتها، ويمكن أن توجه الأبحاث الطبية لخدمة أرباحها وترويج منتجاتها.
وكم من بحوث عن فوائد حبوب الفياجرا لتقوية الفحولة الجنسية عند الرجال، وقد اتضح مؤخرا مضار هذه الحبوب على القلب، وقد تعرض بعض الرجال للموت بعد تعاطيها أو لأزمات قلبية.
وكم من بحوث عن فوائد ختان الذكور، وأنها تحمي الرجال من الإصابة بمرض السرطان، وأخيرا الحماية من مرض الإيدز، وأنه في أحدث دراسة علمية قام بها باحثون في أستراليا أكدوا فيها أن الرجل غير المختون يكون أكثر عرضة للإصابة بمرض الإيدز، وأن عملية ختان الذكر أفضل وقاية من هذا المرض ومن أمراض أخرى تنتقل عن طريق الجنس مثل السيلان والسفلس (الزهري)، ويؤكد رئيس البحث البروفسير روجر شورت أن الختان هو أفضل وسيلة للحماية من هذه الأمراض حتى الآن، بينما البديل الوحيد المتاح للرجال غير المختونين هو وسائل الحماية الكيمائية.
وإذا كانت هناك وسائل كيمائية؛ أي أدوية وكيماويات للوقاية من الإيدز والأمراض الجنسية، فلماذا نبتر أجزاء من أجساد الذكور بالموس أو المشرط، وهناك وسائل أخرى أفضل مثل الأدوية والكيماويات.
ناپیژندل شوی مخ